عادت لعبة الحوت الأزرق الخطيرة هذا الأسبوع لتطفو مجددا على سطح الأحداث بعد أن “ورطت” تلميذة في قضية إيهام بجريمة وكادت تودي بحياتها بعد أن دفعت لارتكاب “جريمة” وخططت لانتحارها، ولولا توصل وحدات ادارة اقليم الامن الوطني بأريانة وتحديدا على مستوى منطقة الامن الوطني بطبربة الى كشف حيثيات “الجريمة” التي أوهمت بها التلميذة لكانت الآن في عداد الموتى ورقما يضاف لقائمة ضحايا لعبة الحوت الازرق في تونس وفي العالم.
البداية كانت ببلاغ وهمي ثم اضراب تلمذي فاحتجاج الاساتذة بمعهد ثانوي بولاية منوبة، ثم ابحاث وتحريات وتساخير فنية كشفت الحقيقة وأنقذت بالتوازي مع كل ذلك تلميذة من الانتحار بإلقاء نفسها من أعلى بناية شاهقة..
هجوم وتهديد!
في التفاصيل، علمنا ان بلاغا ورد خلال الاسبوع الفارط على أعوان الأمن الوطني بإحدى معتمديات ولاية منوبة مفاده تعرض تلميذة لمحاولة القتل ذبحا، وبسماع أقوالها زعمت انها غادرت المعهد الذي تدرس فيه، وباقترابها من المقبرة القريبة فوجئت بشاب يهاجمها ويضع سكينا على رقبتها ويهددها بالذبح ثم يدفعها بقوة حتى سقطت ارضا.
ونظرا لخطورة الحادثة فقد اضرب التلاميذ عن الدراسة ونظم الأساتذة وقفة احتجاجية تنديدا بخطورة وفظاعة ما حصل بالقرب من مؤسسة تربوية، بالتوازي مع ذلك باشرت وحدات منطقة الامن الوطني بطبربة الابحاث الامنية بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة، واطلعت على تسجيلات لكاميراهات مراقبة مثبتة بمحيط المكان دون أن يظهر لها ما يثير الريبة.
انتابت الاعوان شكوك حول تصريحات التلميذة (16 سنة) لذلك قاموا بتساخير فنية علها تكشف لهم الحقيقة.. حقيقة التهديدات والاعتداء.. ومحاولة الذبح.. وسر الجرح في رقبة زاعمة المضرة.. فجاءت الحقيقة فعلا وكشفت افتراء التلميذة واختلاقها لهذه الرواية حتى تخفي السر الخطير.. اذ -بعد صدور نتيجة التساخير الفنية- وبمزيد التحري مع التلميذة انهارت واعترفت بالحقيقة كاملة.. حقيقة صدمت الجميع..
الحوت الأزرق
انه الحوت الازرق.. نعم.. الحوت الازرق.. هذه اللعبة الخطيرة التي حذرت منها مختلف المؤسسات المعنية بالشباب والطفولة منذ سنوات.. فقد اندمجت التلميذة في هذه اللعبة مع عدد من المراهقين داخل مجموعة مغلقة حتى طلبوا منها في احد التحديات ذبح نفسها، ونظرا لهشاشة شخصيتها وضعفها فقد انساقت وراء المجموعة وقررت تنفيذ الطلب..
قامت التلميذة بجرح نفسها في الرقبة بآلة حادة وارسلت تسجيلا مصورا للمجموعة، ولكن لاخفاء الحقيقة اختلقت رواية مهاجمتها من قبل منحرف قرب المقبرة المحاذية للمعهد فورّطت نفسها وورّطت معها زملاءها وأساتذتها في احتجاجات واهية..
نجاة من الموت
الابحاث كشفت ان اعضاء المجموعة التي تنتمي لها التلميذة، وبعد نجاحها في التحدي الاول طلبوا منها تحديا ثانيا يتمثل في الانتحار وذلك بتصوير مباشر لعملية صعودها الى بناية شاهقة والالقاء بنفسها منها، وكان موعد التنفيذ حدد ليوم امس الاول الاربعاء، ولكنه أحبط في الدقيقة تسعين بعد كشف اعوان الأمن بكل حرفية للحقيقة وبالتالي انقذوا التلميذة من موت محقق كان يتربص بها جراء هذه اللعبة الخطيرة..
النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة، وباستشارتها حول الموضوع أذنت باحالة التلميذة بحالة تقديم مع عرضها على إخصائي نفسي لمتابعة حالتها النفسية وعلاجها من حالة الادمان على لعبة الحوت الازرق التي كادت تودي بحياتها.. لتدق مجددا نواقيس الخطر من هذه اللعبة القاتلة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.