في عالم ‘الفايسبوك’ و’الماسنجر’، أطلق الاولياء صيحة فزع، لأن أبنائهم أصبحوا منشغلين باستعمال الهواتف الجوالة ويقضون أغلب أوقاتهم وأوقات فراغهم ووقت الدراسة في الابحار عبر الانترنات، مبتعدين عن قراءة القصص والكتب والمجلات والصحف.
وهناك عوامل عديدة جعلت التلاميذ يهجرون المطالعة أو القراءة ولعل تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة من اهمها، إذ وبعد انتشار الفايسبوك أدمن عليه الجميع من مختلف الشرائح الاجتماعية وتحوّل إلى مجال لضياع الوقت دون وعي، علاوة على ظهور الانستغرام أصبح الوجهة الجديدة لنفس الأغلبية ثم أصبح اليوتيوب وسيلة لمشاهدة جميع الفيديوهات بأنواعها ولاستغناء عن القراءة نهائيا.
الظاهرة في أرقام…مفزعة
وفي أرقام واحصائيات نشرتها جريدة الشروق اليوم الجمعة 14 فيفري 2020، يوجد في تونس 110 ألاف تلميذ تونس نقطعوا عن الدراسة، و70 بالمائة من الاطفال التونسيين في مرحلة التعليم الأساسي لا يستطيعون القراءة في حدّها الادنى، كما يوجد 70 بالمائة من مؤسساتنا التربوية تفتقر إلى مكتبات داخلها، مضيفة أن هناك 90 نادي مطالعة ب90 مدرسة ابتدائية ببعض المناطق الداخلية أحدثتها منظمة الاغاثة الاسلامية.
وأضافت احصائيات’الشروق’، أن 50 بالمائة هي قيمة القدرات التي يخسرها الطفل التونسي عند بلوغه سن الـ18 بسبب رداءة التعليم،علما وان وزارة التربية خصصت سنة 2020، لتكون سنة المطالعة.
تراجع الاقبال على المطالعة أثر سلبا على نتائج التلاميذ
ويعرف الاولياء ان ذلك ساهم في تراجع اقبال أبنائهم على المطالعة وهو ما آثر سلبا على ادائهم الدراسي ومعدلاتهم كما أثر على مزاجهم وأصبحوا أكثر توترا وعنفا.
ويشير خبراء التربية إلى ان التلميذ الذي لا ينمّي قدراته الفكرية والمعرفية لايمكن أن يتطور ولا ننتظر منه مستقبلا محترما.
كما تقول الدكتورة نورة اليوسفي وهي خبيرة دولية في تعليمية المطالعة، أن المطالعة أو ما يطلق عليه القراءة الجمالية ليست نشاطا مدرسيا صرفا أو هو غاية ولذاته بل هي أداة للتفكير وتنمية القدرات الذهنية وتهذيب الذائقة الأدبية والجمالية، فهي نافذة الانتاح على التجارب الحياتية والحضارية وغيرها ومن الشعوب واكتساب القيم والغايات وغيابها يؤدي حتما إلى الجهل والانغلاق والصدام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.