شككت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بنزاهة المحاكمة السعودية في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، معتبرة أنها “غير كافية”. جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم المفوضية، رافينا شامداساني، من مدينة جنيف السويسرية، امس- الجمعة- حسبما نقل موقع “يورو نيوز” الأوروبي. وأضافت شامداساني: “ليس من الممكن ضمان نزاهة المحاكمة التي تجري في السعودية المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي، وفي جميع الأحوال هي غير كافية”.
وفي سؤالها عن التقارير التي تتحدث حول مطالبة الادعاء السعودي بتنفيذ حكم الإعدام بحق خمسة من المشتبه بهم في الجريمة، شددت المتحدثة الأممية مجدداً على إجراء “تحقيق مستقل بمشاركة دولية” في الواقعة. وتابعت تقول: “مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تعارض دائماً عقوبة الإعدام”. وأمس الاول، أفاد بيان للنيابة العامة السعودية، أوردته وكالة الأنباء الرسمية، أن “المحكمة الجزائية بالرياض عقدت أولى جلسات محاكمة المدانين في قضية مقتل جمال خاشقجي، وعددهم 11 شخصاً -لم تسمهم- بحضور محاميهم”.
وفي 2 أكتوبر 2018، قتل خاشقجي في داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.الرياض، وعقب 18 يوماً من الإنكار، قدمت في خلالها تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل خاشقجي على إثر “شجار” مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة. ومنتصف نوفمبر الماضي، أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض معه (دون ذكر اسمه). وعلى مدار الأسابيع والأشهر الماضية، ألمحت عدة وسائل إعلام إلى أن من أصدر أمر قتل خاشقجي، هو ولي العهد السعودي نفسه، الأمر الذي تنفيه المملكة بشدة.
وفى هذا السياق كشف المغرّد الشهير “مجتهد” عن أن جميع المشاركين بقتل خاشقجي (ما عدا سعود القحطاني) موجودون حالياً في مبنى على طريق الدمام تابع لأمن الدولة “شكله من الخارج يشبه مجمعاً سكنياً صغيراً”، وعليهم حراسة مشددة ويتناوب عليهم 18 طبيبا من مستشفى الأمن. وأشار “مجتهد” الى أن اللواء أحمد عسيري وماهر المترب معهما ولم ينجُ من التضحية به إلا سعود القحطاني.
وأضاف أنهم كانوا قد سجنوا قبل ذلك في سجن المباحث الذي يقع داخل كلية “نايف” للأمن الوطني على طريق الدمام، ولكن بسبب الضجة الكبيرة التي أحدثوها ومحاولات الانتحار المتكررة واستماع سجناء آخرين لهذه الضجة نقلوا للمبنى المذكور الذي ليس فيه سجناء سواهم ولا موظفين إلا الموجودين لأجلهم. وقال “مجتهد” إن حالتهم النفسية سيئة جدا وحاولوا استخدام كل الوسائل المتوفرة للانتحار بما فيها ضرب الرأس بالجدار ويردد جميعهم جملة (كل هذه الخدمة والتضحية لـ بن سلمان ويعمل بنا هكذا؟) ولهذا نقلوا لمكان مهيأ لمنع الانتحار وعزل كامل ورقابة وعناية طبية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.