تتنافس دول العالم على صنع أكبر حاسوب وعلى إحداث ثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات. ومن شأن هذا الحاسوب أن يحل المشاكل التي تعجز الحواسيب المتوفرة في الوقت الراهن عن حلها. وبهذا الصدد يسعى الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون سباقا عبر إطلاق مشروع لصنع أسرع وأكبر حاسوب في العالم، وفقا لصحيفة “زود دويتشه” الألمانية.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن مشروع بناء حاسوب أوروبي كمّي انطلق الاثنين تحت إشراف مجموعة من الباحثين في مجالي الصناعة والعلوم. ومن المنتظر أن يكون هذا الحاسوب جاهزا في غضون ثلاث سنوات.
وفي هذا الصدد، قال فرانك فيلهالم ماوخ، منسق المشروع وأستاذ الفيزياء بجامعة سارلاند في ساربروكن، إن “هذا الحاسوب سيكون أول حاسوب أوروبي سريع، ومن المتوقع أن يكون الأفضل في العالم”. وسيشرف أفضل الباحثين من ألمانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وفنلندا على صنع أول نموذج منه في مركز أبحاث يوليش في نوردراين فيستفاليا.
ويعد هذا المشروع جزءا من برنامج السفينة الكمية الذي أطلقته الحكومة النمساوية. وتم يوم الاثنين تقديم هذا البرنامج، الذي تبلغ تكلفته مليار يورو، في فيينا، والذي يهدف، وفقا للمفوضية الأوروبية، إلى تعزيز الأبحاث الأوروبية في مجال التكنولوجيا الكمية. كما من المنتظر أن يشارك فيه خمسة آلاف باحث.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة النمساوية رصدت عشرة ملايين يورو لإنجاز الحاسوب الكمي الضخم. وفي هذا الإطار، قال ماوخ إنه “في الوقت الراهن، من المهم أننا نمتلك فرصة لتطبيق نظرياتنا”. عموما، بات من الواضح أن التكنولوجيا الكمية قد اخترقت حياتنا اليومية.
وأوضحت الصحيفة أن الحواسيب الكمية أسرع من الحواسيب العادية، حيث إنها تعالج العمليات الحسابية بشكل متواز وليس بشكل متسلسل. وسيسرع الحاسوب الخارق الجديد عمليات المحاكاة في مجالي الكيمياء وعلوم المواد الصلبة، علاوة على عملية التعلم الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقا لماوخ.
وأردفت زود دويتشه أن الإنسان سيتمكن من محاكاة الجزئيات وربما في يوم ما إنزيمات النيتروجين بفضل الحواسيب الكمية. وفي حال تمكن الإنسان من فهم الإنزيمات ومحاكاتها، يمكن إنتاج الأسمدة الكيميائية في درجات حرارة منخفضة عوضا عن الدرجات المرتفعة. كما يمكن للإنسان أن يقلل من الانبعاثات الغازية بنسبة 20% بفضل هذه الحواسيب، الأمر الذي سيفيد الأجيال القادمة.
واختتمت الصحيفة بالقول إن الحاسوب الكمي العملاق سيكون في شكل إسطوانة ضخمة يبلغ ارتفاعها حوالي أربعة أمتار وقطرها 1.5 متر تقريبا. أما غلافه الخارجي فسيكون أشبه بإبريق ناقل للحرارة وبداخله جهاز تبريد، بينما ستكون شريحته عبارة عن دائرة توصيل فائقة يجب تبريدها إلى حدود 273 درجة مئوية تحت الصفر كي تعمل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.