الرئيسية التونسي ورأس السنة بين محتفل ورافض.. بواسطة amal fantazi في 31 ديسمبر 2019 شاركها مع نهاية سنة وحلول أخرى، يكثر الحديث عن عادات التونسي والإحتفال بالسنة الادارية الجديدة، والتي لا شك أن تباين الآراء حولها بين كثيرين مع الإحتفال وقلة ضد الظاهرة. من بين الآراء التي رأي “أكرم قدرات” شاب يرى أن ما من شيء يجعله يحتفل، فهو يوم عادي مثل سائر الأيام وليس هناك ما يميزه. مثله مثل “خميس” الذي بدوره لا يحتفل بهذا اليوم معتبرا أنه ليس من عاداتنا وما هو إلا تقليد أعمى للغرب، مشيرا إلى أن عدم إحتفاله لا يعني أنه ضد من يحتفلون، بل شدد على أن تونس تتسع للجميع وتضمن جميع الحريات مضيفا أن مظاهر الإحتفال بصفته سائق تاكسي لا يراها إلا عند أصحاب الإمكانيات المادية التي تسمح لهم بذلك حسب تعبيره. فيما أكدت “مروى، تقنى سامي بشركة” أنها لا تحتفل بهذه المناسبة لكن لا تعارض فكرة من يولى هذه المناسبة الاهتمام من عدمه، مشددة على أنه ليس بالعيد حتى يحظى بكل هذا الاهتمام وكل هذا التهافت على المساحات الكبرى من أجل التسوق والتحضير له. على عكس البقية، إعتبر يوسف بن عمار، أن رأس السنة الادارية فرصة للإحتفال والإجتماع مع العائلة والأصدقاء والقضاء على الروتين، في ظل ما يشهده يومه من إكتظاظ وحاجته ليوم يجمع بين الراحة والإحتفال، إضافة إلى أنها مناسبة لتقييم ما تم تحقيقه خلال السنة وما كان ينبغي تحقيقة وما يتمناه للتي تليها. من جانبها قالت “سميرة” :”أرى أن رأس السنة الادارية هو بمثابة نهاية لسنة بما ستحمله معها من ذكريات ونجاحات وإخفافات، وبداية لأخرى، ولما لا نبدأها بالإحتفال!”، معتبرة بدورها أنها فرصة للإجتماع مع العائلة والأصدقاء الذين ربما منعتهم أتعاب العمل اليومي من الاجتماع ومشاركة العائلة الأحاديث، متسائلة:”كم عدد المناسبات التي تجمعنا وتجعلنا نفرح ونحتفل حتى نتبرأ من رأس السنة الادارية ونرفض الإحتفال به”، مؤكدة أنها من بين المحتفلين بهذه المناسبة التي تملك نكهة خاصة عندها، لكن اختارت في السنوات الأخيرة الإحتفال برأس السنة الادارية في المنزل رفقة العائلة وبإستضافة بعض الأصدقاء على غرار العادة التي تتمثل في إختيار مكان لقضاء هذه المناسبة نظرا لسوء التنظيم الذي تشهده هذه المناسبة في السنوات الأخيرة، والظروف الأمنية التي تمر بها البلاد منذ سنوات، حسب تعبيرها. من جهتها، عبرت “فوزية” امرأة ستينية، عن رفضها لهذه العادات التي بدأت تنتشر شيئا فشيئا وأصبحنا ضرورة ملزمين على الإحتفال بها، بل والأدهى أنها أصبحت مناسبة للتباهي ومحاولة إظهار من يسرف أكثر، في الوقت الذي تعتبر أن هذه العادة دخيلة علينا ولا تعنينا وليست من تعاليم ديننا. نفس الموقف فنده “رضا دربال” الذي عبر عن رفضه حتى بتسميتها مناسبة معتبرا أنها لا تعنينا ولها مجتمعات تحتفل بها وليس المجتمع التونسي، معتبرا أنه تم فرضها على التونسيين كمناسبة ضرورية للاحتفال بها وإلا فأنت لست مواكبا لعصرك، بينما في الأصل فرضت لأسباب تجارية وإقتصادية لا تقل قيمة عن محاولة فرض ثقافة ليست بثقيفتنا، على حد تعبيره. وهناك من إرتبط مفهوم الإحتفال لديهم بنوع من العاطفة والبساطة مثلوا النسبة الأكبر من مستجوبينا، حيث عبر بعضهم أنه لا يحتفل بهذه المناسبة لكنه يجهز عشاء عاديا على غير العادة ليلة نهاية السنة مع بعض الحلويات التي يتم توزيعها في وقت محدد من هذه الليلة. من جهتهم أكد البعض الآخر أنهم يجتمعون مع العائلة ليلة نهاية السنة ويتقاسمون الفرحة وأطيب الأماني لكنهم أصروا على أنهم ليسوا بمحتفلين. من جهتها “سوسن، موظفة بشركة خاصة” إعتبرت أن إحتفالها بدافع ارضاء اطفالها وحتى لا يشعرون بالحرمان منددة بأن هذه المناسبة وغيرها، والتي أصبحت كغيرها مناسبات للتفاخر وإظهار البذخ، مشيرة إلى مدى خطورة المسألة خاصة فيما يتعلق بمدى تأثيرها على الأطفال والفئات الهشة. ويذكر أن مظاهر الإحتفال قد بدأت في الظهور منذ أيام في العديد من المدن التونسية والمساحات الكبرى، وهو ما شهدناه من خلال المحلات التي بدأت بتزيين واجهاتها، وفي سلوكيات عموم الناس الذين بدأوا في التفكير في الهدايا، وكذلك الامر بالنسبة للقنوات التي بدأت في إعداد البرامج للإحتفال بهذه المناسبة، ومواقع التواصل الإجتماعي التي ضجت بشتى الصور وعبارات التهنئة، كذلك من خلال حملات النظافة التي بدأت تتخذها عديد البلديات تحضيرا لهذه المناسبة، وكذلك الإستعدادات الأمنية الحثيثة الساعية للسهر على تأمين هذه المناسبة، وما تتطلبه من إجراءات أمنية إضافية نظرا للحركية الكبيرة التي يشهدها الشارع التونسي خلال هذه الفترة والتي يرافقها توافد لعديد الزوار من دول شقيقة من الذين إختاروا وإعتادوا قضاء ليلة رأس السنة الادارية في تونس. ولئن تنوعت الآراء وإختلفت بين محتفل ورافض، تبقى النقطة الإيجابية في كل هذا هي مدى إحترام المجتمع التونسي لسلوكيات الآخر، والتأكيد على أن لكل طريقته في الإحتفال بالمناسبات وهو ما لمسناه تقريبا في جميع كلمات مستجوبينا، ولعل أهم ما يبرهن على هذا هو تأكيد “خميس” بأن “تونس رغم صغر حجمها فهي تتسع للجميع بجميع إختلافاتهم والذين لا نكن لهم سوى الإحترام”. شاركها FacebookTwitterWhatsAppPinterestالبريد الإلكترونيPrint
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.