تسجيل 32 اصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي صنف “أ” في ولاية قفصة، 18 منها في مدارس وحالتان في احد المعاهد مع الاشعار على 12 حالة اخرى حاملة لاعراض المرض الايام القليلة الماضية٫ يعتبر امرا ملفتا للنظر يستوجب الوقوف عنده. فبداية يؤشر الرقم الى وجود خلل بيئي في تلك المدارس وذلك المعهد وينبه في مرحلة ثانية الى ضرورة التركيز اكثر على اجراءات التوقي التي تفرضها الاشهر القادمة مخافة من العودة الى سيناريوهات سنوات 2016 و2017 و2018 والتي عرفت خلالها البلاد وفايات لتلاميذ على خلفية اصابتهم بالتهاب الكبد الفيروسي ومن اجل تفادي تسجيل اصابات جديدة مع انخفاض درجات الحرارة التي تزيد في تازم وضعية المصاب ويكون فيها انتقال العدوى اسرع بين التلاميذ.
ويكون حسب وزارة الصحة انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي صنف “أ”، أساسا في المدارس التي تشكو من اشكاليات فيما يهم نظافة ومحيط التلميذ، وتعنى بها المؤسسات التربوية التي لا يتواجد فيها مجامع صحية وتسجل سوء تصرف للمياه المستعملة ولا تتوفر على مياه صالحة للشرب والاستعمال الادمي، وهناك يجد الفيروس محيطا ملائما للانتقال بسرعة بين التلاميذ الذين لا يقومون بغسل أيديهم بعد دخولهم للمراحيض ولا يستعملون مياها نظيفة في الشرب خلال تواجدهم في المدراس.
وطبقا لتشخيص الصحة يكون التوقي من انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي صنف “أ” او ما يعرف بالبوصفير، أساسا عبر تحسين البنية التحتية للمدارس التي تفتقر للمجامع الصحية وللمياه الصالحة للشراب والتشجيع على ثقافة غسل اليدين عبر توفير اطر لذلك وتنظيم حملات توعوية لفائدة التلاميذ وعائلاتهم.
ولا تقدم وزارة التربية خارطة دقيقة للمؤسسات التربوية يمكن عبرها تشخيص الوضعية الحقيقة للمدارس او المعاهد، فيما يتعلق بالمجامع الصحية والماء الصالح للشراب. وتقتصر الأرقام المقدمة على تفصيل جغرافي لمؤسساتها، مدرسة ريفية او في منطقة حضرية. الماء مصدر الضرر
في نفس الاطار تظهر دراسة قامت بها ادارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط تحت عنوان “الإستراتيجية الوطنية للنهوض بغسل الأيدي بالوسط الجماعي” ان السنوات الأخيرة قد سجلت ارتفاعا متزايدا للمعدل السنوي للإصابات لمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي صنف (أ) الذي ظهر حسب الدراسة بعدة بؤر لدى تلاميذ مدارس ابتدائية ومتساكني بعض المناطق الريفية التي تشكو من صعوبات التزود بمياه الشرب.
وقد تبين من خلال المعطيات الصادرة عن إدارة رعاية الصحة الأساسية عبر نشرية وبائية تعود لسنة 2014 أن عدد المصابين بداء الكبد الفيروسي صنف”أ” في تصاعد مستمر إذ انتقلت نسبة انتشار هذا الداء من 1.7 لكل 100 ألف ساكن سنة 2011 الى 8.75 لكل 100 ألف ساكن سنة 2014.
وتظهر نفس الدراسة ان 77 % من المساكن في الوسط الريفي لا تتوفر فيها أحواض غسل يدين داخل دورة المياه أو بالقرب منها. كما تبين نتائج المسح الوطني الذي قامت به ادارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط سنة 2014 بالمدارس الابتدائية، ان 9 % من المدارس التي شملها المسح ( 4012) غير مزودة بالماء الصالح للشراب و 30 % منها تتواجد في ولايتي جندوية وسليانة.
ويطرح مشكل غسل اليدين الذي يعد آلية اساسية ومحورية في برنامج الوقاية من انتشار الاصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي، في حوالي ثلثي المدارس موضوع الدراسة اين يغيب الصابون بنسبة 61.9 % عن المدارس موضوع الدراسة ويكون نسبة غيابه اعلى في القيروان اي بنسبة 83.5% وفي قابس بنسبة 70.8 %… وللاشارة سجل السنة الجارية 2019، حسب وزارة الصحة تراجعا في عدد الاصابات بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي، والذي كان له انتشار في سنوات2016 و2017 و2018 وخلف وفايات في صفوف عدد من التلاميذ وكانت اساسا في ولاية صفاقس والقصرين وقفصة وسيدي بوزيد وجندوبة ..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.