أفاد منصف المرزوقي رئيس حزب حراك تونس الإرادة، أن هناك منظومة فاسدة تتحكّم اليوم في سياسية وإقتصاد البلاد، وأنّ الثورة لم تقض على هذه المنظومة التي قال إنها “تتعاطى مع السّلطة وكأنّها غنيمة حرب وستواجه كلّ محاولات إجتثاثها”.
ولاحظ المرزقي، خلال محاضرة ألقاهايوم امس أمام عدد من أنصاره بقفصة، تحت عنوان “أخلقة السّياسة وهم أم مشروع”، أنّه في مقابل هذه المنظومة الفاسدة توجد منظومة أخرى تنادي بأخلقة السياسة وإعتبارها تضحية وتغليب للمصلحة العامّة.
وأكد أن أخلقة السّياسة هي معركة لا تنتهي، وأن حزبه سيعمل بكلّ ما أوتي من جهد على المساهمة في رفع مستوى السّياسة، بعد أن إنهار إلى مستوى غير مسبوق، على حدّ قوله.
وقال إنّه لابدّ من توفر عدّة شروط من أجل إرساء سياسة أخلاقية، وهي القدوة والقانون والتعليم والاعلام، مبينا أن أهمّ شيء في أخلقة السّياسة هو وضع قانون للعبة السّياسية ولمحاربة الفساد، باعتبار أن المجتمع “لا يُأخلق إلاّ بالقانون”، حسب تعبيره.
واعتبر في هذا السّياق، أن المشكل الأساسي في تونس اليوم هو غياب دولة القانون والمؤسسات، وهو ما يستوجب إرساء “قوانين شديدة الصرامة” لأخلقة السّياسة، ومراقبة تمويل الاحزاب والإعلام ومنع السياحة الحزبية ومعاقبة الفاسدين وتفعيل قانون حماية المبلّغين عن الفساد.
وأكد المرزوقي أن وضع هذه القوانين وتطبيقها، سيمكن من إخراج البلاد “من المستنقع الاخلاقي الذي سقطت فيه”، داعيا أنصاره إلى مزيد النضال والتضحية من أجل الإنتصار في المستقبل لمنظومة الحكم التي تحمل هموم المجتمع وتفكّر بمنطق تغليب المصلحة العامّة، وتضع الصالح العام قبل المصلحة الخاصة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.