في إطار الحدّ من تداعيات التسرّب النفطي الذي حدث امس في الرصيف البترولي في جرزونة التابع الشركة التونسية لصناعات التكرير ” ستير”، على المحيطين البحري والشاطئي ببنزرت ، عقدت اللجنة الجهوية للحد من التلوث البحري بولاية بنزرت اجتماعا عاجلا صباح اليوم الجمعة 5 أكتوبر 2018، بمقر الولاية تحت إشراف رئيسها والي الجهة وبحضور ممثلي كافة المصالح والهياكل المتداخلة الفنية والادارية مركزيا وجهويا ومحليا.
وذكر الحبيب بن موسى مكلّف بمامورية بديوان وزير الشؤون المحلية والبيئة أنه بعد قيام اللجنة بالمعاينة الميدانية صباح اليوم لموقع التسرّب وكامل المحيط الخارجي سواء بالحوض المائي للرصيف البترولي أو شاطئ سيدي سالم ومحيطه تم عقد جلسة اليوم التي أقرّت عددا من الاجراءات لعلّ من أبرزها تكفّل إدارة شركة “ستير” وديوان البحرية التجارية بإضافة حواجز عائمة على مستوى حوض الميناء وقرب الحواجز الصخرية لتطويق جيوب التلوث التي تسرّبت خارج الحواجز التي وقع تركيزها امس الخميس ، بالتوازي مع تسريع عملية شفط المواد النفطية داخل الحوض المائي للرصيف البترولي باعتباره موقع الرئيسي للتسرّب من قبل مصالح شركة “ستير” .
وأضاف بن موسى أن اللجنة طلبت من الشركة الانطلاق فورا في رفع المواد الملوّثة وخاصّة منها” الذريع” وتجميعها في مرحلة أولى في موقع متّفق عليه بعد فرش مواد عازلة قبل إزالتها من المكان سواء بالمعالجة او الرفع وذلك تحت مراقبة ومتابعة دقيقة من قبل مصالح كل من وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي والوكالة الوطنية لحماية المحيط وبلدية بنزرت وبقية الاطراف ذات العلاقة .
وتمّ أيضا الاتّفاق على تكوين لجنة موسّعة تضم ديوان البحرية التجارية و شركة “ستير” و ووكالة حماية المحيط وبلدية بنزرت لايجاد الحلول العملية والعاجلة لتطويق الرقعة النفطية بمدخل الميناء الترفيهي ومنع تسرّب أيّة كمية أخرى في اتجاه المرسى القديم في مدينة بنزرت أو عرض البحر، وعلى تعهّد الشركة بتنفيذ عملية تنظيف
شاملة لكل مظاهر التلوّث الحاصلة في المناطق الصّخرية وضفاف القنال وكاسرات الأمواج.
ومن جانبه أكّد رئيس اللجنة والي بنزرت أن أعمال اللجنة الجهوية لمجابهة التلوث البحري ستبقى في حالة انعقاد دائم الى غاية إزالة كل مخلّفات ومصادر التلوث بصفة كلية ، منوّها بالتعبئة الجهوية والمركزية والمحلّية الرسمية والمجتمعية التي تمت للتقليص من تداعيات الحادث .
وأكّدت في ذات السياق سلوى الصغير الرئيسة المديرة العامة لشركة “ستير” أن إدارتها تعهدت باتخاذ ما يجب من اجراءات عملية لاعادة الامور الى نصابها قبل وقوع الحادثة سواء داخل المصفاة حيث تجنّدت المؤسسة لإعادة تحويل كمّيات النفط في الخزّان الرئيسي إلى أربع خزانات وقطع كل نقطة تسرّب جديدة إلى البحر والمحيط المائي للرصيف البترولي وشاطئ سيدي سالم، مؤكّدة أن المؤسسة لن تتوانى في إزالة كل مظاهر ومخلّفات التلوّث في هذا الشاطئ، وأن إدارة المؤسسة شكّلت خليّة أزمة في الغرض للتعهّد بكل حيثيات حادثة التسرّب.
وفي ذات السياق صرّح مكي شقرون رئيس لجنة النظافة والصحة والعناية بالبيئة ببلدية بنزرت ان السلط الجهوية والبلدية وبالتنسيق مع كل الاطراف حريصة على إزالة جميع مظاهر التلوّث الحاصلة واعادة شاطئ سيدي سالم مثلما كان وان مصالح البلدية تواكب كل العمليات الجارية عن قرب تحت إشراف اللجنة الجهوية للحدّ من التلوث البحري ولجنة تنظيم النجدة ومجابهة الكوارث الطبيعية .
يشار إلى أن مجمل القرارات التي تم اتخاذها اليوم في اجتماع اللجنة الجهوية للحد من التلوث البحري والتي كان من ضمن الحاضرين فيها الرئيسة المديرة العامة لشركة “ستير” سلوى الصغير ورئيس بلدية بنزرت السيد كمال بن عمارة، تمّ تدوينها في محضر جلسة ملزم لكل الاطراف والهياكل المسؤولة .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.