كشف تقرير إعلامي جديد، أنّ تونس، رفقة 15 دولة عربية أخرى، كانت سنة 2017، هدفا للتجسس من طرف الشركة التابعة للكيان الصهيوني”أس أن أو” المتخصصة في الحرب الرقمية، وذلك من خلال برنامج التجسس الالكتروني “بيغاسوس”.
وكشف تقرير أعدته ”الجزيرة نت”، أنّ برنامج التجسس يتسلل إلى أجهزة الهاتف ويخترقها، وتعتبر هجماته الأكثر تطورا ولا يمكن اكتشافها.
وحسب التقرير، فإنّ البرنامج المذكور، يعد من أخطر برنامج للتجسس الالكتروني باعته شركة إسرائيلية، حيث استهدف منذ سنة 2016، 175 معارضا وناشطا حقوقيا وصحفيا في العالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا ومناطق أخرى.
ووصفت شركة “لوك آوت” لأمن الهواتف المحمولة، هجمات برنامج “بيغاسوس” بأنها الأكثر تطورا، والتي لا يتم اكتشافها بسبب قدرة البرنامج على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها.
ووفق التقرير، يعمل هذا البرنامج، من خلال بعث الجهة المشغلة لبرنامج ”بيغاسوس” رسالة إلى الشخص المستهدف تتضمن إخبارا بوجود معلومات مهمة يمكن الحصول عليها بمجرد الضغط على رابط في الرسالة، وهذا الرابط يكون رابطا خبيثا بغرض اختراق الهاتف، وفي حال ضغط الشخص المستهدف على الرابط فإن بيغاسوس يستغل سلسلة من الثغرات غير المعروفة لاختراق الحماية الرقمية للهاتف، ويجري تحميل برنامج التجسس دون علم أو إذن صاحب الهاتف”.
وأوضح تقرير ”الجزيرة نت”، أنّه بعد تثبيت بيغاسوس على الهاتف، يبدأ بالاتصال بمركز التحكم لاستقبال وتنفيذ أوامر المشغل، ويرسل البيانات الخاصة بالمستهدف، بما في ذلك المعلومات الخاصة، وكلمات المرور، وجهات الاتصال والتقويم، والرسائل النصية والمكالمات الصوتية المباشرة من تطبيقات المراسلة الخاصة بالهاتف وغير ذلك من المعطيات الخاصة.
وذهب التقرير إلى أبعد من ذلك، وبيّن أنّه يمكن لمشغل بيغاسوس أن يشغل كاميرا الهاتف والميكروفون لالتقاط وتسجيل كل ما يدور في المحيط الذي يوجد فيه الهاتف، لافتا إلى أنّ مختبر المواطن “سيتزن لاب” التابع لجامعة تورنتو الكندية كان قد هجمات بيغاسوس لمدة طويلة فاقت العامين، وخلصت أبحاث المختبر إلى أن 36 مشغلا في العالم استخدموا بيغاسوس للتجسس في 45 دولة، من بينها 16 بلدا عربيا، منها تونس، ومن بين تلك الدول 33 منها اشترت البرنامج من شركة “أس أن أو”، ولا يمكن لهذه الأخيرة بيع البرنامج دون ترخيص من وزارة الدفاع في الكيان المحتل.
وتكشف نتائج أبحاث المختبر الكندي، بأن منطقة الشرق الأوسط استهدفت ببرنامج التجسس الإسرائيلي بواسطة 12 مشغلا له على الأقل. ومنذ سبتمبر 2016 إلى الآن، يستهدف مشغل لبرنامج بيغاسوس تحت اسم “Blackbird” ست دول عربية هي الأردن والكويت وليبيا وقطر والإمارات واليمن، في حين يركز مشغل تحت اسم “Kingdom” على السعودية خصوصا منذ أكتوبر 2017، كما امتد تجسسه إلى البحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان والمغرب، وتحت اسم “Middle”، استهدف هذا المشغل منذ سبتمبر 2016 كلا من تـونس والأردن ولبنان وسلطنة عمان وقطر والإمارات، كما استهدف مشغل تحت اسم “Dome” منذ مارس 2018 إلى الآن كلا من فلسطين وقطر، وفق تقرير ”الجزيرة نت”.
ويشير التقرير، إلى أنّ نتائج ”مختبر المواطن” أثبتت أن مشغلا لبيغاسوس يحمل اسم “Atlas” يعمل انطلاقا من المغرب ليستهدف هواتف أشخاص في دولة المغرب نفسها، وفي دول عربية أخرى هي تونس والجزائر والإمارات، فضلا عن كوت ديفوار وفرنسا، وبدأ تشغيل البرنامج منذ أوت 2017 إلى الآن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.