عبرت الجامعة الوطنية لجمعيات الصيادين والجمعيات المختصّة في الصيد عن ادانتها الانتهاك الذي حصل أمس الأربعاء من طرف ”أجانب” تمثل في القيام بالصيد المحظور لطائر الحبارى في صحراء ولاية توزر وخاصة المناطق الشمالية من الولاية.
و جاء في بيان صادر عنها “تم الإعتداء على أعضاء الجمعية الجهوية للصيادين بتوزر وعلى أعوان الغابات في الجهة حين قاموا بالتصدي لعمليات الصيد، وذلك في عمادة شاكمو من معتمدية حامة الجريد”، ونبه الى أن “حماية الثروة الحيوانية ومقاومة الصيد العشوائي هي من مهام الجمعية”، داعيا الى ضرورة “التصدي للعبث بالثروة الوطنية”.
وبين كاتب عام الجمعية الجهوية للصيادين بتوزر عادل العرقي في تصريح لوكالة توسن أفريقيا للأنباء أن عمليات الصيد “ما تزال متواصلة اليوم الخميس سواء شمالي الولاية، على الحدود مع ولاية قفصة، أو على الحدود مع الجزائر في منطقة التعمير”.
وأوضح أنّهم “ووجهوا حين حاولوا رفقة أعوان إدارة الغابات بالجهة، التصدي للصيد المحظور، بقيام أعوان أمن يرافقون موكب الأمير (أمير عربي)، بقطع الطريق أمامهم واشهار الاسلحة في وجوههم وحجزهم وحجز هواتفهم لمنعهم من التصوير”، وفق قوله.
وأكد أنهم “واكبوا بداية قيام الوفد بعمليات صيد محظورة لطائر الحبار باستعمال صقور، إلاّ أن الطرف المقابل قام بفسخ صور وفيديوهات في الهواتف توثق هذا الاعتداء”، وأشار إلى أنه “تم صيد أعداد من هذا الطائر الذي بدأ يتكاثر في السنوات الأخيرة بعد غياب عمليات الصيد لنحو 8 سنوات، حيث لم تستقبل صحراء توزر مثل هذه الوفود طيلة فترة، ويكون بذلك الانتهاك الأول المسجل منذ أحداث الثورة في تونس” بحسب ما عاينته الجمعية.
في حين أشار مصدر مطلع لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن أعوان الغابات “قاموا في أكثر من مناسبة بحجز صقور مستغلة في الصيد من طرف سياح عرب، وذلك بالنظر إلى كون طائر الحبار مهدد بالانقراض، وقد تكاثر في السنوات الأخيرة بالمناطق الشمالية للولاية بفضل منع عمليات الصيد”، ونفى “الترخيص في الصيد بالجهة باعتبار أنّ الثروة الحيوانية باتت مهددة، مع سعي الإدارة الى الحفاظ على هذا الطائر”.
وأفاد المصدر كذلك إلى أنّ الجهات المعنية في الولاية “رفعت تقريرا في هذا الانتهاك إلى الوزارات المعنية خصوصا وأن الوفد المرافق مجهز بعدد كبير من السيارات وطائرة مروحية وصقور”، وأكّد أن أعوان الغابات “قاموا بتفتيش السيارات قبل أن يتم التصدي لهم”.
يذكر أنّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، افادت امس الاربعاء أنّ قافلة من السيارات القطرية رباعية الدفع، تجوب المناطق الصحراوية الواقعة شمال وشرق ولاية توزر (العودية – قرعة الحصان – القبقاب – الحناك – وادي الزريزير…) مسنودة بطائرة هيليكوبتر حمراء اللّون، تلاحق طرائد الصيد من غزلان وأرانب وطيور القطا والحباري، مستعملين الصقور الصيادة والأسلحة والمناظير الدقيقة.
ودعت الرابطة في رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس نواب الشعب إلى “التدخل العاجل لإيقاف هذا الاعتداء على الثروة البيئية، واتخاذ التدابير الكفيلة لضمان حقوق الأجيال القادمة في بيئة سليمة ومتوازنة كما ينص عليه الفصل 45 من دستور 2014”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.