حذرت دراسة طبية حديثة من قيام بعض شركات الشاى باستبدال أكياس الشاى الورقية التقليدية بأكياس بلاستيكية، قائلة ربما تضيف مليارات القطع الصغيرة من البلاستيك إلى المشروب.
وخلص فريق بقيادة “ناثلى توفينكجى”، أستاذ الهندسة الكيميائية فى جامعة “ماكجيل” فى مونتريال إلى أن كيس شاى بلاستيكى واحد فى درجة حرارة تخمير (96,1 درجة مئوية) يطلق نحو 11.6 مليار من جزيئات البلاستيك الدقيقة و3.1 مليار من البلاستيك النانوى فى كوب واحد من المشروبات.
وأوضح الدكتور”كينيث سبيث”، رئيس الطب المهنس والبيئى فى “مركز نورث ويل” فى نيويورك: “فى السنوات القليلة الماضية، كانت هناك مجموعة متزايدة باستمرار من المؤلفات العلمية مما يدل على أن المواد البلاستيكية الدقيقة لا تتغلغل فى البيئة الأوسع فحسب، بل إنها تدخل أجسادنا أيضًا”.
وأكد سبيث أنه لا يوجد سوى القليل من البيانات حول ما إذا كان البلاستيك الدقيق يشكل تهديدًا لصحة الإنسان أم لا. ومع ذلك “بناءً على التركيب الجزيئى للمواد البلاستيكية الدقيقة، هناك سبب يدعو إلى القلق الحقيقى بشأن الآثار الصحية المحتملة”، كما قال “نظرًا لأنها تحتوى على مجموعة متنوعة من المكونات المعروفة بأنها تضر بصحة الإنسان – بما فى ذلك المواد الكيميائية المسببة للهرمونات، وكذلك المواد المسببة للسرطان”.
وفى الدراسة الجديدة لاحظ فريق مونتريال أن حرارة الشاى المخمر يمكن أن تتسبب فى انهيار أكياس الشاى البلاستيكية إلى أجزاء من البلاستيك أصغر بآلاف المرات من قطر شعرة الإنسان، هذا يعنى أنك لا تستطيع رؤيته أو تذوقه أو الشعور به فى فمك، وبعد إجراء المزيد من التحقيقات، قام الباحثون بإزالة الشاى من أكياس الشاى البلاستيكية التى تم الحصول عليها من أربعة مصنعين مختلفين. ثم غسلوا الأكياس الفارغة ووضعوها فى ماء ساخن، وباستخدام مجهر إلكترون قوى، وجد الباحثون أن كيسًا واحدًا أطلق ما يقرب من 12 مليار من جزيئات البلاستيك المجهرية، وأكثر من 3 مليارات من جزيئات البلاستيك النانوي ( الأصغر) في الماء، كما أشاروا إلى أن هذه المستويات كانت أكبر بآلاف المرات من الأطعمة الأخرى.
وفى تجربة منفصلة، قام الباحثون بتغذية جرعات متفاوتة من هذه الجزيئات على حيوانات صغيرة جدًا – براغيث الماء – وعلى الرغم من أن البراغيث عاشت، إلا أنها أظهرت بعض التشوهات الجسدية والسلوكية بعد تغذيتها بالبلاستيك.
ووفقًا لما أفاد به الباحثون فى مجلة علوم وتكنولوجيا البيئة بعددها الصادر أمس الأربعاء “لا يزال يتعين إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان للبلاستيك الدقيق آثار صحية على البشر”.
وقال سبيث إن الدراسة الجديدة “تثير شبح إمكانية تعرض الإنسان للبلاستيك الدقيق ليس فقط نتيجة للتلوث الواسع النطاق للبيئة الأوسع، بل أن استخدامنا للمواد البلاستيكية في المنتجات الاستهلاكية يزيد بشكل ملحوظ من تعرضنا للبلاستيكات الدقيقة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.