تعيش تونس اليوم على واقع صراعات سياسية “متلونة”، و تناحر سياسي يكسوه الطمع و الشجع و البحث عن التمركز على كرسي النفوذ و السلطة داخل “البيوت السوداء”..
تجاذبات سياسية اكلت الأخضر واليابس في وطن ال12مليون نسمة دون اعتبار الذين رحلوا عنا بسبب تعاسة و حقارة سياسة الولاء للمصلحة الشخصية تحت الشعار المثل الشعبي التونسي “نفسي نفسي ولايرحم من مات” او بالأحرى “لننعم نحن و تبا للشعب الذي متعنا بالحصانة وبنعيم السلطة”
هذا الشعب الذي تحمل عناء الانتخابات، لينتخب نخبة صدعت الرؤوس باستغباء التونسيين، و تركهم يتخبطون في المصائب بجميع انواعها( الصحية،الاقتصادية، التنموية و الاجتماعية….)
سياسيون غلبوا المصلحة الشخصية ومصلحة احزابهم السياسية على مشاكل ومشاغل التونسيين الاساسية كالصحة و التعليم و تعاسة البنية التحتية التي تعيشها البلاد من بنزرت لبرج الخضراء و اكبر دليل عن ذلك هو نزول الغيث النافع مؤخرا ، في أقل من 20 دق من تهاطل الأمطار ، غرقت البلاد و كشفت صفقات تعصير الطرقات المغشوشة دون رقيب و دون حسيب ..
وعاش التونسيون في الأمطار الأخيرة، ساعات من الرعب حيث حاصرتهَم البالوعات “المسدودة”، و اغرقت منازلهم بمياهها الملوثة و القاتلة وسط صمت رهيب من جميع السلط، محلية وجهوية و مركزية إضافة إلى مجلس نواب الشعب أصحاب الحصانة و “الشياكة”، اين حضرت فيه جميع اللوائح وغابت عنه لوائح الشعب…
شعب طال انتظاره و نفذ صبره في زمن تحولت فيه افلام “مصاصو الدماء” إلى حقيقة، لا فرق بينها وبين أصحاب قرارنا سوى “الأسنان المخيفة”!
شعب ارهقته الكورونا وغابت معها الأدوية من المستشفيات و الصيدليات و اغرقته البالوعات “المسدودة”..!
ورغم ذلك لم نسمع بعد “زقزقة عصافير السياسة” إنما زاد عويلهم و صراخهم من أجل مصالحهم الضيقة و مصالح “اسيادهم في الداخل و الخارج”…
سياسيون يواصلون الرخاء في النعيم و شعب “تحاصره الكورونا من الامام، و البالوعات المسدودة من الخلف”!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.