صحّة : “البرنكيو ليت المخيف ” لدى الأطفال.. ماذا نعرف عنه وكيف نتصدّى له؟

تنتشر الفيروسات التنفسية بشكل كبير في فصل الشتاء، وتنتقل عبر رذاذ الجهاز التنفسي الناتج عن الكلام والسعال والعطس من الأشخاص المصابين، أو من خلال ملامسة الأسطح والمواد الملوثة بالرذاذ أو الأيدي.

من بين هذه الفيروسات البرنكيوليت وهو فيروس ”يُرعب” الأولياء لما يمثله من خطورة على أطفالهم الرضع.. البرنكيوليت” هو التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي عند الرضع دون 12 شهرا.

وتجتاح تونس سنويا موجة موسمية لهذا الفيروس، الذي لا يشكّل مناعة، في صفوف الرضع والأطفال، حيث أكدت رئيسة قسم العيادات الخارجية بمستشفى الأطفال بباب سعدون الدكتورة زهرة الفيتوري ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال المقيمين بمستشفى الاطفال بباب سعدون منذ شهر ديسمبر المنقضي.

ودعت وزارة الصحة وجمعيّة طبّ الأطفال والمركز الوطني لليقظة الدوائية إلى ضرورة الوقاية لتجنب إصابة الرضع بفيروس التهاب القصيبات الهوائية، من خلال اتخاذ جملة من الاجراءات على غرار ضرورة التباعد وعدم تقبيل الرضع وعدم اصطحابهم إلى أماكن مكتظة او التدخين بجانبهم بالإضافة الى توفير الرضاعة الطبيعية التي تحمي من الفيروسات.

ما هو البرونكيوليت؟

البرونكيوليت أو التهاب القصيبات الهوائية، فيروس شائع يصيب الأطفال الصغار والرُّضع، ويسبب تورمًا وتهيُّجًا وتراكمًا للمخاط في المسالك الهوائية الصغيرة في الرئة، ويُطلق على هذه المسالك الهوائية الصغيرة القصيبات، والتي عادةً ما تعاني من الالتهاب بسبب فيروس.

يبدأ التهاب القصيبات بأعراض تشبه أعراض الزكام. ولكنه يتفاقم بعد ذلك ويسبب السعال وصدور صوت صفير عالي الحدة عند التنفس يُطلق عليه الأزيز، وفي بعض الأحيان يواجه الأطفال صعوبة في التنفس، قد تستمر أعراض التهاب القصيبات من أسبوع إلى أسبوعين، لكنها قد تستمر أحيانًا فترة أطول، وقد يحتاج عدد من الأطفال إلى الإقامة في المستشفى.
ماهي أعراض إلتهاب القصيبات الهوائية ومتى يجب زيارة الطبيب؟

تتشابه أعراض البرونكوليت مع أعراض الزكام إلى حد كبير في الأيام القليلة الأولى، مثل سيلان الأنف واحتقانه والسعال وحُمّى وصعوبة في التنفس والتهاب الأذن في بعض الحالات.

إذا أصبحت الأعراض خطيرة، كأن يتحول لون الجلد والشفاه والأظافر إلى الأزرق أو الرمادي بسبب انخفاض مستويات الأكسجين، والصعوبة في التنفس وعدم القدرة على التحدث أو البكاء المستمر والتنفس بسرعة كبيرة (يمكن أن يتجاوز الأمر لدى الرضع أكثر من 60 نفَسًا في الدقيقة، مع أنفاس قصيرة وغير عميقة)، عندها يجب توجيه الرضع والاطفال المرضى الى الطبيب المختص أو المستشفى، وعدم استعمال المضادات الحيوية، وفق ما أفادت به رئيسة قسم العيادات الخارجية بمستشفى الأطفال بباب سعدون، خاضة وان كان الرضيع قد وُلِد مبكرًا (طفلاً خديجًا) أو يكون مصابًا بمرض في القلب.الوقاية.. الرضاعة الطبيعية خير من العلاج

أوصت الجمعيّة التونسية لطب الأطفال بضرورة اعتماد وسائل الوقاية لحماية الأطفال من هذه الأمراض المتمثّلة في غسل اليدين وخاصةً قبل لمس طفلك عندما تكون مصابًا بالزكام أو الإنفلونزا مع ضرورة ارتداء الكمامة .

ولتجنب الاصابة بهذا الفيروس يجب ابعاد الأطفال حديثي الولادة، خصوصًا الأطفال الخُدّج عن الاماكن المكتظة وتجنب التجمعات، وهذا إجراء مهم خاصةً في أول شهرين من حياته، إضافة إلى عدم تقبيل الأطفال وتهوئة المنازل والأماكن المغلقة.

كما يستوجب تنظيف الأسطح وتعقيمها، وخاصة الأغراض التي يلمسها الأشخاص بشكل متكرر وتعقيمها مثل الألعاب ومقابض الأبواب. وهذا ضروري جدًا إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا.

ويعد إرضاع الطفل طبيعيًا، كلما أمكن، أمر ضروري، فعدوى الجهاز التنفسي تكون أقل شيوعًا لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.

نقلا عن موزاييك

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.