دقت نقابة الفلاحين بصفاقس اليوم الخميس في ندوة صحفية ناقوس الخطر حول “الوضع المتردّي” لقطاع زيت زيتون معبّرة عن خشيتها من أن يكون مصير هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي “نفس مصير الدواجن والحليب” الذين يعيشان أزمة خانقة يحمل وزرها الفلاّحون خصوصا الصغار منهم في المقام الأول بحسب النقابة.
وعبّر نائب رئيس النقابة التونسية للفلاحين فوزي الزياني عن تخوّفه من أن تتراجع مساهمة قطاع زيت الزيتون في صادراته التي تقدّر حاليا بألفي مليون دينار، مبرزا خطورة أن تتراجع هذه المساهمة في حال تواصل أزمة القطاع باعتباره إلى جانب الدقلة من أبرز القطاعات الفلاحية المصدرة التي تساهم في إنعاش خزينة الدولة.
وقال إن بوادر أزمة قطاع زيت الزيتون كانت برزت منذ السنة الفارطة وهو ما كانت نبهت له النقابة كما نبّهت بشكل استباقي في السنوات الأخيرة الماضية من مخاطر مؤشّرات تراجع منظومتي الحليب والدواجن بحسب الزياني.
وقدّمت خلال الندوة الصحفية معطيات وأرقاما تبرز حجم المخاطر التي تتهدّد قطاع زيت الزيتون والتي تتمثل فضلا عن ضعف مستوى الصّابة في تردّي أسعار الزيتون لهذا الموسم بالمقارنة مع الموسم الفارط وتردّي أسعار التصدير الى الخارج وارتفاع كلفة الإنتاج باعتبار ارتفاع مستلزمات الإنتاج والتضخم إضافة إلى ارتفاع كلفة اليد العاملة المرتبطة بتدهور القدرة الشرائية وارتفاع سعر الدينار التونسي.
واستغربت النقابة الجهوية للفلاحين من عدم تدخل الحكومة عبر الديوان الوطني للزيت لتعديل السوق ودعم المنتجين واعتبرت أنه “كان من الممكن أن يتدخّل الديوان لاقتناء كميات من الزيت البعض منها مخصصة للسوق المحلية بأسعار تفاضلية لا تتجاوز ثماني دنانير للتر الواحد وكمية مخصصة للتصدير مثلما جرت العادة” على حدّ تعبير نائب رئيس النقابة.
وتقدّر صابة زيت الزيتون لموسم 2018 / 2019 بحوالي 120 ألف طن مقارنة بموسم 2018/2017 حيث بلغت الصابة 325 ألف طن، أمّا بالنسبة لولاية صفاقس فتقدّر الصابة لموسم 2018 / 2019 بعشرة الاف طن أما بالنسبة لصابة 2017 / 2018 فكانت قد بلغت 80 ألف طن من الزيت.
ودعا الحكومة إلى ضرورة ضخ أموال لديون الزيت قصد التدخل لفائدة الفلاحين وأصحاب المعاصر وانتشالهم من الأزمة التي تعصف بهم مستنكرا ما قال عنه “غياب رؤية كاملة مستوى السياسة الفلاحية وضعف التمويلات المخصصة للقطاع الفلاحي كما تبرزه ميزانية وزارة الفلاحة التي يخفي تطورها بنسبة 1.2 بالمائة مقارنة من السنة الفارطة تراجعا بالنظر إلى التضخم وتراجع قيمة الدينار التونسي” بحسب تعبيره.
وأثار الصّحفيون خلال الندوة الصحفية عديد القضايا منها مسؤولية الفلاحين وهياكلهم المهنية في لم شمل المهنيين وهيكلة أنشطتهم بما يكسبها قدرة تنافسية. يذكر أن النقابة التونسية للفلاحين التي أحدثت في سنة2011 أنشأت مؤخّرا ثلاث غرف نقابية جديدة خاصة بالفلاحين الشبان وتربية الماشية ومنتجي زيت الزيتون لتضاف إلى غرفتي الدواجن وتربية الأرانب. ويصل عدد الفلاحين المنخرطين في هذه المنظمة إلى 10 آلاف منهم ألف و500 فلاّح في صفاقس.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.