أثارت إقامة مباراة كأس السوبر لكرة القدم الإيطالية، المقرّرة هذا الشهر في مدينة جدة السعودية، جدلاً في الأوساط السياسية الإيطالية؛ على خلفيّة القواعد التي تعتمدها المملكة بشأن دخول النساء إلى الملاعب.
ويستضيف ملعب “الجوهرة المشعّة” في مدينة الملك عبد الله الرياضية، بجدة غربي المملكة، المباراة التي تجمع بين الغريمين يوفنتوس وميلان، في 16 يناير الجاري.
لكن تفاصيل بيع تذاكر المباراة التي نشرتها رابطة الدوري الإيطالي، الأربعاء الماضي، على موقعها الإلكتروني، وذكرت فيها أنه يُحظر على النساء الحضور بمفردهن أو الجلوس في المدرّجات نفسها مع الرجال، أثارت جدلاً بلغ حدّ المطالبة بإلغاء المباراة.
وكان من أبرز المعلّقين على المسألة وزير الداخلية، ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرّف، معتبراً أن إقامة المباراة في بلد “لا يسمح فيه للنساء بالذهاب إلى الملعب ما لم يكن ذلك برفقة رجال” هو أمر “محزن”.
كما أعرب وزير الدولة، فينتشنزو سبادافورا، عن “خيبة أمل” من إقامة المباراة في السعودية، معتبراً أنه “من غير المقبول لكرة القدم الإيطالية غضّ النظر عن هذا التمييز الصارخ”.
وطالبت جورجيا ميلوني، التي تتزعّم حزب “فراتيلي ديتاليا” اليميني، اتحاد اللعبة باتخاذ قرار “بنقل كأس السوبر إلى بلد لا يميّز تجاه نسائنا”.
ولم تقتصر الانتقادات على الأحزاب اليمينية، بل شملت ممثلين لأحزاب اليسار؛ كالنائب عن الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) إرنستو ماغورنو، والذي اعتبر أنه “من الضروري أن تقدّم كرة القدم إشارة قوية بشأن الحقوق المدنيّة”.
وتمكّنت النساء في السعودية، خلال الأشهر الماضية، من حضور مباريات في الدوري المحلي أو دوري أبطال آسيا، بناء على قرار أعلنته الهيئة العامة للرياضة، في أكتوبر 2017، ودخل حيّز التنفيذ في يناير 2018.
وبموجب القرار سمحت السلطات للعائلات -ومن ضمنها النساء- بحضور المباريات في 3 ملاعب في الرياض وجدة والدمام، على أن يجلس أفرادها في أماكن مخصّصة لهم في المدرجات.
وأتت خطوة السماح بدخول العائلات ملاعب كرة القدم ضمن سياسات ولي العهد، محمد بن سلمان، وصولاً إلى حد السماح لهن بقيادة السيارات، منتصف العام الماضي، بعد أكثر من 30 عاماً من المنع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.