أظهر تقرير حديث لموقع أكسيوس أن عدد الإصابات والوفيات اليومية جراء كوفيد-19 حول العالم، بدأ في الانخفاض. وحسب الموقع، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد هذا الاتجاه التنازلي للوباء في كل المناطق بالعالم، في ذات الوقت. فقد تباطأت الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بنحو 16 في المئة، خلال الأسبوع الماضي، واستمرت في التحسن بشكل سريع. وهذا مخطط بياني من موقع «أور ويرلد إن داتا»، يوضح تفاصيل هذا الانخفاض في مختلف المناطق بالعالم.
إنجاز التطعيم الجماعي
وتتزامن هذه التطورات والكلام لأكسيوس مع زيادة واضحة في عدد جرعات لقاح كورونا حول العالم. وكان عدد من الخبراء قد توقعوا اتجاهاً إيجابياً في إحصائيات الوباء، بعد شهر من بدء استخدام اللقاح. ومع ذلك حذر تقرير اكسيوس من أن العالم قد يواجه أياماً عصيبة قادمة، بسبب التحدي الذي تشكله سلالات كورونا الجديدة التي نشأت في عدة دول من بينها بريطانيا وجنوب إفريقيا. لكن، من الناحية العلمية فإن الإسراع في عمليات التلقيح وتوسيع نطاقها ليشمل الدول الفقيرة، يحد كثيراً من نشوء مثل هذه السلالات. كما أن ما يبشر أكثر هو قدرة اللقاحات الحالية على مقاومة هذه السلالات وإمكانية إجراء تحديثات سريعة عليها، لزيادة الفعالية.
خفافيش ومناخ وفيروسات
من جانب آخر، توصل فريق من علماء المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة إلى معرفة سبب تفشي فيروس «كورونا» في الصين والذي كان وراءه الخفافيش التي نقلت الفيروس. وبحسب نتائج بحث الفريق العلمي، فإن آليات التغيير البيئي في جنوب الصين والمناطق المحيطة أدت الى زيادة حادة في تنوع أنواع الخفافيش، والتي وصفت بأنها سبب تفشي هذا الفيروس. ووجد العلماء أن تغير المناخ العالمي وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة ضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، غيّر تكوين الغطاء النباتي والموائل الطبيعية للحيوانات في العديد من مناطق العالم. كما كشفت دراسة بيئية واسعة النطاق في جنوب الصين والمناطق المحيطة بها في ميانمار ولاوس عن تغيرات كبيرة في نوع الغطاء النباتي في هذه المناطق خلال القرن الماضي، مما خلق بيئة مواتية للخفافيش للعيش هناك.
لكن عضواً في الفريق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية ويزور مدينة ووهان بوسط الصين قال إنه لن يتفاجأ بمدى صعوبة الوصول إلى منشأ الجائحة، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج أعواماً من البحث. وقال دومينيك دواير، خبير الميكروبات والأمراض المعدية، إن الفريق في ووهان دخل الأماكن التي طلب من السلطات الصينية دخولها حيث يحاول معرفة تفاصيل الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا الذي رُصد لأول مرة في ووهان. وقال دواير «يعلم الجميع كيف انتشر من سوق هوانان في ووهان، لكن المفتاح هو ما حدث في هذا الوقت وقبله». وأضاف دواير، وهو خبير أسترالي في مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب للإيدز وعمل مع منظمة الصحة خلال تفشي سارس وإنفلونزا الطيور، أن «لغز» كوفيد-19 هو أن أوائل حاملي الفيروس بدون أعراض ربما لم يعلموا بإصابتهم.
مناعة جماعية
الى ذلك وفيما تعتبر الهند التي تعد 1,3 مليار نسمة ثاني دولة أكثر تضرراً بوباء كوفيد-19 في العالم مع تسجيل أكثر من 10,7 مليون إصابة لكن العدد اليومي للإصابات والوفيات الجديدة يتراجع منذ أشهر. وقال أطباء من ولايات غوجارات (غرب) وأوتار براديش (شمال) وأندرا براديش (وسط) ونيودلهي وبومباي – التي يبلغ عدد سكانها الإجمالي أكثر من 330 مليون نسمة إنه تم تسجيل تراجع كبير في عدد المصابين في المستشفيات. وفي نيودلهي، أعلنت الحكومة أن 90% من الأسرة المخصصة لمرضى كوفيد-19، شاغرة.
وأعلن الخبراء أنه من المستحيل تفسير الانخفاض الكبير في انتشار الفيروس في الهند بدون إجراء دراسات معمقة. لكن المؤشرات الأولى تدل على أنه وضع مناعة جماعية، أي أن نسبة كبيرة من السكان باتت محصنة ضد المرض في معظم أنحاء الهند. وقال خبير الفيروسات شهيد جميل «أرى أن هناك عدداً كافياً من الناس في الهند تعرضوا للفيروس. وربما يكون هذا هو سبب انخفاض الأعداد».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.