بدأت بعض الدول الأوروبية في تشديد الإجراءات الصحية الاحترازية، ضمن الجهود لمكافحة الموجة الجديدة من فيروس كورونا، والتي بدأت تكشف عن شراستها خلال الأيام الماضية، وسط استياء شعبي من تلك التدابير.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة 1,160,768 شخصا على الأقل في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة “فرانس برس” مساء الثلاثاء.
وسُجلت أكثر من 43,516,870 إصابة مثبتة بينما تعافى 29,437,300 شخص على الأقل
تدابير أكثر صرامة
وتستعد فرنسا وألمانيا لـ”تشديد” إجراءات مكافحة الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، على غرار دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا، حيث يتزايد الاستياء إزاء فرض تدابير أكثر صرامة.
ومع احتمال تشديد القيود الصحية في فرنسا، حيث بدأ بالفعل حظر تجول ليلي يشمل ثلثي السكان، ترأس الرئيس إيمانويل ماكرون مجلس الدفاع الثلاثاء، في حين يجري رئيس وزرائه جان كاستيكس مشاورات حول “تشديد التدابير المحتملة”.
وحذر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، قائلا “يجب توقع قرارات صعبة”.
واعتبر اختصاصي الأمراض المعدية جيل بيالو أن انتشار الفيروس “خرج عن السيطرة” داعيا إلى “إعادة الإغلاق في البلاد”.
ويبدو أن الوضع مشابه في ألمانيا، حيث طالب العديد من السياسيين بتشديد القيود الثلاثاء، عشية اجتماع حول الأزمة.
وقال نائب المستشارة أولاف شولتز في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية “علينا الآن اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة من أجل كسر هذه الموجة الثانية من العدوى”.
قُدمت المناقشات بين حكومة أنجيلا ميركل والقادة الإقليميين إلى الأربعاء، بدلاً من الجمعة.
وذكرت تقارير وسائل الإعلام أن المستشارة تدعو إلى “إغلاق محدود” يشمل المطاعم والحانات، فضلا عن حظر التجمعات العامة، على أن تبقى المدارس ودور الحضانة مفتوحة.
وتسلك الدول الأوروبية الأخرى الطريق نفسه على غرار جمهورية تشيكيا التي ستفرض اعتباراً من الأربعاء حظر تجوّل من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة 04:59 فجراً، في تدبير يستمرّ حتى الثالث من نوفمبر.
كما دعت السلطات الصحية السويدية الثلاثاء السكان في جنوب البلاد للحد من الاختلاط وتجنب المواصلات العامة والأماكن المغلقة.
الإيطاليون غاضبون
تصطدم الموجة الجديدة من تدابير الحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجدّ في إيطاليا بغضب قسم كبير من السكان، حيث تظاهر آلاف الأشخاص مساء الاثنين في عدة مدن إيطالية.
ووقعت حوادث عنيفة خصوصاً في ميلانو وتورينو، المدينتين الكبيرتين الواقعتين في شمال البلاد، حيث نُشرت شرطة مكافحة الشغب وردّت على المتظاهرين بالغاز المسيّل للدموع.
ولم يعد البعض يؤمن بجدوى التدابير. ففي مدينة بيسارو الساحلية القريبة من سان ماران (شرقا)، دهمت الشرطة مطعماً دعا صاحبه 90 شخصاً إلى العشاء للتعبير عن رفضه الإغلاق عند الساعة السادسة. وقال “يمكنكم توقيفي، لن أغلق أبداً”.
وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الثلاثاء: “اشتعل فتيل الاحتجاجات قبل 3 أيام في ساحة بياتسا بليبيشيتو في نابولي، وقد نجح بالفعل في نشر النار في أرجاء إيطاليا، من تورينو إلى ميلانو وتريست وليتشي وفياريجيو وبيسكارا وكاتانيا وكريمونا. إيطاليا في ثورة”.
وفرضت الحكومة في الأيام الأخيرة حظرًا للتجول في عدة مناطق كبيرة، إضافة إلى إغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18:00، وكذلك إغلاق الصالات الرياضية ودور السينما وحظر الحفلات الموسيقية. وكانت ألمانيا من أولى الدول الأوروبية التي شهدت احتجاجات على التدابير المرتبطة بـكوفيد-19 في منتصف أفريل.
وشارك في هذه التظاهرات خليط من الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم اسم “المفكرين الأحرار” والنشطاء المناهضين للقاح ومؤيدي فكرة المؤامرة أو حتى المتعاطفين مع اليمين المتطرف.
واحتج الجميع على “الديكتاتورية” التي يعتقدون أن التدابير الموضوعة لمواجهة فيروس كورونا تعكسها.
ويُسجّل الاتّجاه نفسه في إسبانيا، لكن التظاهرات بقيت محدودة وسلمية منذ ظهور الوباء، رغم فرض القيود الأشد صرامة في العالم في الربيع.
وغالبًا ما تضم بضع مئات من المحتجين، كما حدث مساء الاثنين في برشلونة، ضد حظر التجول الليلي الذي فرض الأحد في جميع أنحاء إسبانيا، باستثناء جزر الكناري.
من جانبهم، وبعدما واجهوا فيروس كورونا لأكثر من 6 أشهر، بدأت الغالبية العظمى من الأطباء الإسبان في المستشفيات الحكومية إضرابًا وطنيًا الثلاثاء، هو الأول منذ 25 عامًا، للمطالبة بمزيد من التقدير.
كما نُظمت احتجاجات متفرقة في النمسا والبرتغال والمملكة المتحدة(العربية.نت)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.