كيف نساعد أطفالنا على تناول الأطعمة الصحية؟

يعاني عدد كبير من الأطفال في جميع أنحاء بريطانيا من السمنة المفرطة، إلا أن هناك مدينة واحدة تخالف هذا الواقع.

إذ تشير آخر الإحصاءات إلى أن مدينة ليدز استطاعت خفض معدلات السمنة المفرطة لدى الأطفال بنسبة 6.4 في المئة خلال السنوات الأخيرة.

واتبعت المدينة استراتيجية خاصة لمعالجة مشكلة السمنة، وركزت على الأطفال في المرحلة التي تسبق دخول المدرسة وعمدت إلى تنظيم محاضرات للآباء لتوعيتهم بأفضل السبل لتشجيع الأطفال على أن يكونوا أصحاء.

لذا، ما هي أفضل الطرق لإقناع الأطفال بتناول الأطعمة الصحية؟

منح الأطفال فرصة الاختيار

تنظم تينا لو ورش عمل مماثلة لتلك التي تقدم للآباء والأمهات في مدينة ليدز، لكن في شرق لندن.

وتقول إن منح الأطفال فرصة لاختيار ما الذي يريدون تناوله منذ سن مبكرة – وذلك بالعمل على تقديم خيارين صحيين – يمكن أن يساعدهم على تناول الطعام بشكل جيد.

وتضيف: “هذا يقلل من خطر رفضهم تناول الطعام بشكل كامل، ويساعدهم على الشعور بالسيطرة”، مشيرة إلى أنه عندما لا نعطي الأطفال خيارا ، يمكنهم أن يشعروا بالقلق والإحباط”.

كميات قليلة من أطعمة جديدة

وترى آنا غرووم ، أخصائية تغذية الأطفال، أنه ليس من السهل دائمًا التعامل مع الطفل الذي لا يرغب بتناول أطعمة بعينها.

وتقول إن البدء بإجراء تغييرات صغيرة يمكن أن يقلل الضغط عليهم خلال تناول الوجبات الغذائية.

وتشير إلى أنه “من المهم أن يتوفر لديهم بعض الأطعمة التي يحبونها، ولكن بعد ذلك يمكن تدريجياً إضافة كميات قليلة من الأطعمة الجديدة”.

وتؤكد بيلندا مولد أن هذا الطريقة نجحت مع ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات والتي كانت تأكل فقط النقانق والفاصوليا في السابق”.

وتشير إلى أنه من خلال تشجيع طفلتها على تناول كميات قليلة من الأطعمة وبشكل منتظم، فإن ابنتها تأكل الآن كل شيء تقريباً.

القدوة الجيدة

تقول تينا إن على الوالدين أن يكونا مثالاً جيداً لأطفالهما وهم في سن مبكرة، فعلى سبيل المثل إن “كنت تأكل بشكل صحي، فإن طفلك سيتخذك مثالاً له ويسير على منوالك”.

وأضافت أن تناول الطعام مع أطفالنا يساعدهم على تقليدينا واتباع نظاما صحي.

وتضيف آنا غرووم ، أخصائية تغذية الأطفال، أنه من المهم للوالدين ألا يعبروا عن آراء سلبية حول الأطعمة التي لا يحبونها أمام أطفالهم ، لأن هذا يمكن أن يؤثر على مواقفهم تجاه الأطعمة الجديدة.

مكافأة صغيرة

تقول تينا إن تقديم المكافآت والثناء على الأطفال لتناولهم طعاماً صحياً يمكن أن يعزز عادات تناول الأكل الصحي.

ومع ذلك ، فهي تشدد على أن المكافآت لا يجب أن تكون لها صلة بالطعام ولكن بدلاً من ذلك الذهاب إلى المتنزه أو التلوين.

وتضيف “يجب تجنب الرشوة بصورة دائمة”.

وتؤكد “لا تقل لهم إذا أكلت طعامك ، فستحصل على شوكولاتة أو بعض المثلجات لأن ذلك يجعلهم يشعرون بأن الطعام الذي نطلب منهم تناوله أقل من المكافأة”.

لا تركز على شكل الجسم

بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا، فإن موضوع الطعام والوزن يتسم بالحساسية، ويمكن أن تنعكس المخاوف المتعلقة بمظهرهم على ثقتهم بأنفسهم.

وكشفت دراسة حديثة أن السمنة والصحة العقلية مرتبطان ارتباطا وثيقا، إذ يعاني الأطفال المصابون بالسمنة من مشاكل مثل القلق والتقلبات المزاجية.

وتوصي آنا غرووم بضرورة تشجيع الأطفال على التمتع بصحة جيدة لأنه سينعكس عليهم الأمر ويشعرون بالرضى عن أنفسهم.

وتقول: “من المهم تشجيع الأسر على إجراء تغييرات حتى لا يشعر الطفل بأنه حالة خاصة”، مضيفة أن القول “علينا أن نكون عائلة صحية، يعني أن الطفل لا تكون لديه أي فكرة بأن والديه يشعران بالقلق إزاء وزنه بل يحاولون تحسين نظامهم الغذائي”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.