لم يخل أيّ تصريح لوزير التربية حاتم بن سالم من التطرّق إلى المبالغ الضخمة المرصودة لإصلاح المدارس خاصّة في المناطق الداخلية، والإعتمادات المخصصة لتعصير التعليم ورقمنته، لكن يبدو أنّ هذه الإجراءات لم تعرف طريقها إلى المدرسة الإبتدائية ”المرايحية” التي تبعد حوالي 6 كلم عن مدينة حفوز في ولاية القيروان.
هذه المدرسة التي يؤمّها أطفال يتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة، تعوّدوا على مشهد الأبقار والكلاب السائبة والأحمرة التي تقاسمهم ساحة غير مسيّجة تفتقر لباب يحميهم يوميا.
ولم يكفهم الرعب الذي تثيره هذه الحيوانات في أنفسهم ليتفاجؤوا بوجود ثعبان عملاق يتجوّل معهم يبلغ طوله حوالي المترين، قام الحارس بالقضاء عليه أمام أعينهم.
وقد تدخّل مدير المدرسة محمد الحبيب المناعي في برنامج ”صباح الناس” على امواج موزاييك اليوم الأربعاء 27 فيفري 2019، ليؤكّد أنّ الوضع مزري وأصبح يمثّل خطرا على حياتهم أمام تجاهل السلطات ووزارة التربية لنداءاتهم المتكررة.
كما تطرّق إلى وضعية أخرى لا تقلّ غرابة، تتمثّل في اضطراره للتخلّي عن مكتبه لتحويله إلى قسم، في المقابل وجد نفسه يعمل في مكان تمّ تخصيصه لـ”بيت الراحة” وسط الروائح الكريهة المنبعثة.
وقال المناعي “لم أجد أيّ حلّ آخر لأنّ المدرسة تشكو من نقص في القاعات حتّى أنني اضطررت منذ سنوات لنقل التلاميذ إلى أحد المساجد لتلقي الدروس وحتى لا تتكرر هذه الحادثة قررت التخلّي عن مكتبي لفائدتهم”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.