يتواصل التهميش في معتمدية ماطر التابعة لولاية بنزرت بالرغم من موقعها الجغرافي حيث تبعد عن العاصمة 60 كلم وعلى مقر الولاية 35 كلم و رغم قيمتها الاقتصادية و الصناعية و اراضيها الفلاحية كل هذا لم يشفع لها لتخرج من قائمة “النسيان” و يجعلها تتمتع بحقوقها على غرار عديد المناطق الاصغر منها مساحة وكثافة سكنية ..
مدينة ماطر اليوم يسكنها ما يقارب ال80 الف نسمة باعتبار اريافها الا انها لا تتمتع بابسط الحقوق على غرار مقر كنام محترم و مستشفى و مقر صوناد و غيرها من المرافق العمومية و التي يستوجب تنصيبها في الجهة مراعاة لمتساكني المنطقة وعراقة ونضال المدينة .
اذا تحدثنا عن مقر الكنام او بالاحرى “كشك الكنام” كما يحلو للبعض تسميته و الذي اصبح يمثل عبئا على “الماطرية” بصلوحياته المحدودة جدا و امكانيته الصغيرة من موظفين وتجهيزات , ومن طرائف هذا المكتب المزعوم ان من اهم خدماته هي تحويل وجهة المواطن الى محطة الحافلات و سيارات الاجرة للتنقل الى كنام منزل بورقيبة او بنزرت وذلك لعجزه على توفير الخدمات اللازمة لمنظوريه بالمنطقة ..
ومن “غريبة الكنام” الى “غريبة” المستشفى المحلي بالجهة , يقول نشطاء ومتابعو الشان الصحي انه تصدر المرتبة الاولى وطنيا و دوليا في قلة الامكانيات و التجهيزات و الاطار الطبي و الشبه الطبي و كل هذه النقائص جعلت حياة المواطن الماطري في خطر و يعيش احيانا لحظات حرجة تجعل حياته مهددة , وكم من مرة تعكرت صحة المرضى وهم في طريقهم الى احدى المستشفيات بمدن اخرى في سيارة اسعاف بعد عجز “سبيتار ماطر” عن اسعافهم , و رغم الزيارات المتتالية لعدد من الوزراء و الووعود “الكاذبة” بقي الحال على ما هو…
و منذ اندلاع الثورة التونسية مرت على جهة عديد الاحزاب السياسية في حملاتها الانتخابية وكانت كل جهة سياسية تقدم للجهة وعودا جعلت ابناء الجهة يعيشون الاحلام , و ظن الجميع ان مدينة ماطر ستتمتع بحقوقها المنسية و ستخرج من طي التهميش و اللامبلاة خصوصا بعد ما دونته بعض الاحزاب السياسية في شعاراتها من مليارات لفائدة الجهة اذا ما تم ا نتخابها ..
مرت 9 سنوات على اندلاع الثورة و الووعود الكاذبة و ها هي اليوم مدينة ماطر تعيش على واقع الامس البعيد و القريب و لم تتغير فيه سوى الوعود و الاكاذيب وبقيت اهم الملفات مجمّدة كالصحة , التشغيل , الفلاحة , الرياضة و البنية التحتية , اضافة الى غياب المرافق العمومية ذات صلوحيات و مؤسسات تربوية هشة و غيرها من الملفات الهامة و المهمة …
و اليوم لا يفصلنا سوى اشهر لنعيش “افلام متنوعة” مع وعود اخرى في انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة لا تختلف عن القديمة سوى بالتاريخ …
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.