كتب النائب السابق محمد نجيب خيلة على جدار صفحته تحديثة تحت عنوان ” قصّة من هذا الواقع البائس !” هذا ما جاء فيها حرفيا :
” تلاميذ المدرسة الابتدائية الخرشف ( منزل بوزيان ) غرسوا نُخيلة عند باب مدرستهم ، وتولّوها بكلّ حماسة ، بالعناية والرعاية ، واشتدّ عود شجرتهم وامتدّت شامخة باسقة بفروعها إلى السماء ، وابتهجوا لعملهم النبيل ، كيف لا ! ومعلّمهم لقّنهم أنّ الشجرة ، حين تثمر فكلّ من يأكل منها ، كان لهم به صدقة ، ويستظلّ بظلّها الإنسان والحيوان وتبني فيها الطيور أعشاشها ، إلى جانب ذلك فهي تقلّل من ثاني أوكسيد الكربون وتنتج الأكسجين ، فضلا عن مشهدها الرائع المريح للنفوس !
ثمّ حصلت الكارثة ، فقد حضر منذ أيّام من المدينة غرباء لاختيار مساحات لإعلاناتهم الانتخابية ، ووجدوا نخلة الأطفال حاجزا لبعض صورهم ، وبدل الاجتهاد بحثا عن حلّ ، لجؤوا إلى أسهل الطرق وأشنعها ! قرّروا أن يقطعوا النّخلة !! نعم قرّروا قطعها ونفّذ الأوغاد جريمتهم !
الأطفال سيعودون عمّا قريب ولن تستقبلهم نخلتهم !ولن تقنعهم كل الحجج ! وسيثورون ويتمرّدون ويلعنون الانتخابات والسياسة والسياسيين !
ولن يغفروا هذا الإثم ، حتّى وإن حضر رئيس هيئة الانتخابات بذاته واعتذر منهم ، ووعد بزراعة مائة نخلة حول مدرستهم !
لن يغفروا هذا العدوان ، حتّى وإن أعلنت الهيئة يوم حداد بسبب فعلتها الفظيعة !
وأوجّه بدوري إلى قاطع نخلة الأطفال ، هذه الملاحظات :
ـ أوتعلم أنّ قطع نخلة يعتبر جريمة ، راجع إن شئت القانون 73 لسنة 2008 المتعلّق بالمحافظة على شجر النخيل !
ـ أوتعلم أنّ العراق الذي كان به عام 70 من القرن الماضي 34 مليون نخلة ، كان يجرّم بقسوة من يقطع نخلة !
ـ أوتعلم أنّ الإمارات تكافئ من يغرس نخلة ، بأن تمكّنه من راتب شهري !
وأنهي بقصّة طريفة ، حيث استضافنا ذات عام مجلس بلدي في إحدى مدن أوروبا ، وأطلعنا على تجربة فريدة ، فهم غرسوا مجموعة كبيرة من النخيل جذورها ثابتة في صناديق كبيرة ، ورأينا كيف تُسحب بواسطة جرّار لتُزيّن بها طرقات المدينة صيفا ، وعند حلول فصل الخريف ، يعودون بها إلى بيوت مكيّفة ضخمة ، لحمايتها من الصقيع ! وتحدّث مضيّفونا أنهم ينفقون على تجربتهم هذه مبالغ كبيرة ، كل ذلك في سبيل مشهدها البديع وهي تُجمّل مدينتهم !”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.