مهرجان بنزرت الدولي :مسرحية “البوابة 52” لدليلة المفتاحي تكرّم مناضلات تونس

يمكن القول جازمين انه بتقديمه ليلة امس لمسرحية “البوابة 52” نص دنيا مناصرية و اخراج دليلة المفتاحي ضمن فعاليات دورته الـ41 قد حقق مهرجان بنزرت الدولي بقيادة مديره لطفي الصفاقسي ،ما كان يصبو اليه هذه السنة من رغبة جامحة في إعلاء شان الفن التونسي الراقي والاصيل في مختلف الفنون الإبداعية ، فوسط حضور جماهيري طيب جدا لمحبي الفن الرابع. نفضت مسرحية “البوابة 52” غبار النسيان
او بالأحرى التهميش عن شريحة هامة من مناضلي الشعب التونسي ضد الالة الاستعمارية الفرنسية الغاشمة ، الا وهي مناضلات تونس ممن نذرنا دمائهن الزكية من اجل عزة ومناعة التراب التونسي ، فبنص راق على مستوى الكتابة وحبكة السيناريو لدنيا مناصرية وبطريقة فنية واخراجية لممثلة خبيرة بمثل دليلة المفتاحي تمكنت “البوابة 52” من شد جمهور مسرح بنزرت لحوالي الساعة والنصف وتمثيل دليلة المفتاحي و عبير الصميدي و شيماء التوجان و سناء حافظ و كمال الكعبي، الى موضوع منسي في ثقافتنا الإبداعية الا وهو موضوع “الفلاقة” الذين وقع تغييبهم من الذاكرة الوطنية رغم دورهم النضالي التاريخي ضد الاستعمار ، ومشاركة المرأة في الكفاح ضد المحتل الفرنسي .
*نسيان:
فقد حرص العمل المسرحي على الكشف عن هذا التغييب المجحف لهؤلاء المقاومين من خلال مجموعة من المناضلات في الحقبة الاستعمارية ممن التقين في المطار راغبات في “الهجة” وفق تعبيرهن بعدما اصطدمن بحقيقة مرة ، لما شاهدن الناس لا يعرفونهن ولا يعرفون شيئا عن نضالهن ونضال الفلاقة الذين انضممن إليهم ، ليقررن مغادرة البلاد ولكنهن ظللن يفوتن على أنفسهن الرحلة تلو الأخرى ، إذ لم يقدرن على “الهجة” ، والخروج من البلد الذي ناضلن من أجله ، وتحملن في ذلك جميع انواع التضحيات كاشفات في الأثناء عن حكاياتهن التي اهملتها كتب التاريخ ، ونفض عنها غبار النسيان العمل المسرحي ” البوابة 52″ للوجود من جديد .
*نجاح فني وإبداعي:
عمل يستحق المتابعة والتواصل خاصة وانه الى جانب ما اضهره نجوم العمل دليلة المفتاحي التي أدت بالمناسبة دور فاطمة النيفر ، سناء حافظ في دور حسنية رمضان عميد، وشيماء التوجان في دور خديجة رابح، وعبير الصميدي في دور زكية محمد لمين باشا باي ، والمتالق على الدوام كمال الكعبي في دور الديواني بالمطار، لم يخلو من الاسقاطات الحالية وتناول بعض الظواهر الحياتتية في واقعنا التونسي المعيش السياسية منها والاجتماعية وغيرها وكل ذلك بأسلوب تراوح بين الواقعية الدرامية والتراجيديا المبكية كما الواقعية الهزلية التي تفاعل معها الحضور بتلقائية خالصة كما تلقائية نجوم العمل .
طارق الجبار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.