غصّت قاعة الكوليزي أمس الثلاثاء برواد أيام قرطاج السينمائية القادمين لمشاهدة فيلم روائي طويل ضمن المسابقة الرسمية، ذُكر في تعريفه أنه ”عراقي” ويحمل عنوان ”يارا” للمخرج العراقي عباس فاضل، نصف ساعة من العرض كانت كافية لأن تتناصف القاعة ويغادرها الجمهور جماعة لا فُرادى..
ما يقارب الساعتين من الضجر الطويل المتواصل، فيلم إدعى أنه ”روائي طويل” ليتبيّن أنه لا يرقى إلى “الوثائقي”، سلسلة من الصور “الجميلة” لطبيعة جبال لبنان وحياة الجبليين، وبطلة ”جميلة” مُسقطة في المشهد وتبدو منبتّة عن محيطها لباسا وسلوكا، ولا قصة ولا حبكة ولا حوار في كل هذا، مجرّد مشاهد طويلة مملة صامتة.. كما أن الفيلم حاول أن يكون لبنانيا، في حين لم يمتّ للعراق بصلة في النهاية.
ملخص الفيلم يقول إنه يتحدث عن”يارا التي تعيش وحدها مع جدتها في وادٍ معزول، معظم سكانه قد ماتوا أو هاجروا إلى الخارج. في أحد الأيام ، تلتقي يارا بشاب غريب”، ليتبين بعد مشاهدته أن هذا ليس ملخص الفيلم بل هو الفيلم نفسه أو أكثر منه. خيبة كبيرة بدت على وجوه المشاهدين الذين إنتظروا إلى ساعة متأخرة من مساء أمس في الطوابير الطويلة، ليشاهدوا العمل السينمائي الذي منّ علينا صاحبه بأنه ”خيّر التواجد في أيام قرطاج السينمائية على أن يكون في لوس أنجلس حيث يشارك الفيلم”، وفق تعبيره في تقديمه.. فإذا به عمل أقرب إلى أفلام الهواة ولا يرتقي إلى الصنف الروائي أصلا.
ولعلّ السؤال بعد كل هذا، ماذا يفعل هذا العمل ضمن المسابقة الرسمية؟؟ وحسب أي معيار تمّ إختياره؟!
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.