لئن لا يزال إشكال عدم توفر بعض الأدوية الخاصة لمعالجة الأمراض غير السارية أو المزمنة قائما ويلقي بوقعه على القطاع الصحي بشكل عام والمرضى الذين تستوجب حالاتهم الصحية العلاج بصفة خاصة، فإن بعض القائمين على هياكل ذات علاقة بالمجال يؤكدون أن الجهات الرسمية خاصة منها الصيدلية المركزية بتونس بصدد معالجة هذا النقص وتدارك الأزمة المسجلة في الغرض خلال السنوات الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالأدوية المستوردة باعتبار أنه لم يعد هنالك إشكال في الأدوية المصنعة في تونس التي تغطي أكثر من 62 % من الحاجيات المحلية، لكن بصفة تدريجية. الحلول المطلوبة
في نفس السياق أكد الدكتور محمد الهادي السويسي كاتب عام الجامعة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان والصحة العمومية، أنه لم يسجل في الفترة الأخيرة إعلام رسمي من النقابات وغيرها من الهياكل الصحية بوجود نقص في الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض المزمنة على نحو ما كان عليه الأمر سابقا موضحا أن دور الجامعة هو إعلام الجهات الرسمية بالإشكالات المسجلة وتسهيل عمليات التدخل لتقديم الحلول المطلوبة في جميع المستويات المتعلقة بقطاع الصحة.
وأفاد السويسي أن وزارة الصحة حققت تقدما في مجال تدارك النقص الحاصل في الأدوية في المدة الأخيرة واعتبر ما يسجل من نقص يعود بالأساس إلى الخلل المسجل في التوريد والتصدير فضلا عن الاختلال في التوزيع بين سلطة الأشراف والصيدلية المركزية وبقية المستشفيات العمومية والصيدليات.
ولم ينف كاتب عام جامعة الأطباء والصيادلة تأثير السرقات والتهريب للأدوية واعتبر ان الحل في تعميم الرقمنة لمقاومة هذه الظاهرة إضافة إلى ما توفره من ربح وقائلا : «رقمنة الأدوية من شانها أن توفر أكثر من 33 % اقتصاد في المجال على غرار ما حققته العملية في مستشفى الحبيب ثامر بتونس الذي اعتمد هذه التقنية مؤخرا والتي مكنت المستشفى من تحقيق ربح يقدر بـ28 %».
من جانبها أكدت ريم حمزة بإدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة أن الوزارة لا تتصرف في الأدوية بشكل مباشر ولكن من خلال برامج مضبوطة تتولى من خلاله انتهاج سياسة تهدف لتوفير مستلزمات الخدمات الصحية اللازمة وتعميم البرامج التوعوية والتحسيسية والتدخل للإيجاد الحلول العملية. دخول نوعين من بين سبعة
في نفس السياق أكد خليل العموص مدير عام الصيدلية المركزية أن بعض الأدوية التي كانت مفقودة ستكون موجودة بالصيدليات والمستشفيات العمومية بداية من هذا الأسبوع في انتظار توفير البقية في فترة قريبة قادمة. وذكر أن أغلبية الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض غير السارية أو المزمنة متوفرة بتونس اليوم خاصة منها تلك التي تصنع بتونس. وأوضح مدير عام الصيدلية المركزية أن سبعة من الأدوية مفقودة وهي بالأساس من المستوردة والسبب يعود للإشكالات المتعلقة بالموزعين في العالم. وبين أنه تم التوصل إلى تدارك ذلك بصفة تدريجية ليتم بداية من هذا الأسبوع دخول نوعين من الأدوية المطلوبة للصيدليات والمستشفيات التونسية من بين سبعة كانت مفقودة وهي أدوية خاصة بأمراض السرطان موضحا أنه سيتم وفير دفعة أولى من هذه الأدوية لتغطية الحاجيات لمدة شهرين في انتظار وصول كمية أخرى بعد أسابيع قليلة.
وفيما يتعلق ببقية الأدوية أكد خليل العموص أن الصيدلية المركزية حريصة على القيام بدورها المتمثل في تأمين تزود البلاد بالدواء وتدارك النقص الناجم عن الخلل المسجل في التوزيع عالميا في هذه المرحلة. تفاوت بين العرض والطلب
في جانب آخر من الحديث عن أدوية معالجة الأمراض المزمنة أكد مدير عام الصيدلية المركزية أن الأدوية التي تصنع في تونس متوفرة في المستشفيات والصيدليات وعلل النقص المسجل في الغرض بالتفاوت المسجل بين العرض والطلب موضحا أن الطلب كثيرا ما يكون أكثر مما هو متوفر في «السوق» فضلا عن الخلل في مواعيد التزود بمثل هذه الأدوية ببعض المراكز الصحية والمستشفيات خاصة منها تلك التي تصنع في تونس والخاصة بأمراض السكري وضغط الدم. وأكد العموص على أنه بداية من جانفي القادم ستكون جل الأدوية متوفرة في المستشفيات العمومية بالأساس مشددا على مضي الصيدلية المركزية قدما في مسار تحسين الوضعية.
وفي سياق منفصل أكد العموص أن مشروع «مدينة الدواء» المقرر بعثها في منطقة العقبة بولاية منوبة لتكون مخابر لتخزين الدواء سيدخل حيز الانجاز قبل موفى هذا العام.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.