”رسالتي إلى الأجيال الناشئة… أدعوهم إلى التشبث بأحلامهم وطموحاتهم مهما كان المسار صعبا ومتعثرا، المصعد الاجتماعي قد يتعطل أحيانا لكنه الطريق الأمثل نحو التغيير”، هكذا تحدّث محمد الفاضل حمزاوي (52 سنة)، في أول أيام اختبارات البكالوريا التي يخوضها للمرة العاشرة في حياته والثالثة على التوالي.
ويجتاز الحمزاوي اختبار البكالوريا للسنة الدراسية 2019/2020 بولاية القصرين التي تهيأت معاهدها لاحتضان 5681 مترشحا في كل الشُّعب في أولى أيام الاختبارات الوطنية للبكالوريا.
في حدود الساعة السادسة ونصف صباحا، وصل محمد الفاضل بكرسيه المتحرك إلى معهد 2 مارس بالقصرين الذي يقع على مقربة من جبل الشعانبي، وترافقه التلميذة مي قرمازي التي ستتطوع لمهمة كتابة ما سيجيب به محمد الفاضل على الاختبارات، وهو ما ميّز به القانون أصحاب الحالات الاستثنائية في امتحانات البكالوريا.
يقول الحمزاوي في تصريحه لموزاييك أنّه مصرّ على اجتياز الاختبار رغم تقدمه في السنّ وحصوله على وظيفة بالشركة الوطنية لعجين الحلفاء والورق بالقصرين إيمانا منه بأهمية التحصيل العلمي.
في الوقت الذي دخل فيه محمد الفاضل قاعته وأخذ يستعد للاختبار، توافد التلاميذ على ساحة المعهد حيث تطوع عدد من الإداريين لقيس درجات الحرارة للمترشحين في سنة استثنائية ارتبطت بفيروس كورونا التي فرضت بروتوكولا وطنيا خفّض من عدد المترشحين في كل قاعة من 18 مترشحا إلى 12 وهو ما حتّم الإستنجاد بأكثر من 3000 أستاذ لمراقبة امتحانات البكالوريا وإلى تجنيد أكثر من 600 اطار تربوي في المدارس الابتدائية للمهمة نفسها في ولاية القصرين.
مهمة من نوع آخر تنتظر محمد الفاضل الحمزاوي، تتمثل أساسا في تتويج سنوات من الصمود من أجل حلم راوده منذ سنوات شبابه قد يتجسد في سنة استثنائية وفي معهد بني منذ عقود على سفح جبل الشعانبي، غير بعيد عن جبل سمامة، وكتب في ساحته بالبنط العريض ما أبدع فيه أبو القاسم الشابي :
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.