دعا الشباب المشارك في مؤتمر “الاستثمار في المستقبل” الذي تنظمه مؤسسة “القلب الكبير” بالشارقة في الإمارات العربية المتحدة يوميْ 24 و25 أكتوبر الحالي، إلى استحداث برامج وأنظمة تعليمية متطوّرة تدمج بين ما يتعلمه الطلبة في المؤسسات التربوية والجامعية، وما هو مطلوب عملياً في مجالات الحياة وسوق الشغل.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، حملت عنوان “المهارات الحياتية كنهج جديد للتعليم”، وأدارها أخصائي التعليم لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أبرتوبيانكولي”.
// 15 مليون طفل خارج أسوار المدرسة
واستعرض “بيانكولي”، في مستهل الجلسة، رؤية منظمة اليونيسف في استحداثها لبرنامج التعليم التحويلي الذي يسهم في تدعيم معارف التلاميذ والطلبة بخبرات عملية تساعد على تأهيلهم ليكونوا قادرين على مواكبة سوق الشغل، والحد من مستويات البطالة وشحّ التعليم.
وذكر ممثل اليونيسف أن الإحصائيات الصادرة عن هذه المنظمة، تشير إلى وجود 25 مليون طفل على أبواب الالتحاق في التعليم الرسمي، بالإضافة إلى وجود 39 مليون شاب سيدخلون سوق العمل، مما خلق تساؤلاً حول قدرة الأنظمة التربوية في المنطقة واستعدادها على تأهيل التلاميذ ليكونوا قادرين على الدمج بين المهارات والخبرات التعليمية.
وتابع “بيانكولي” بالقول: “مازالت الأنظمة التربوية في المنطقة تتعامل وفقاً لآلية تعليم وتدريس تقليدية، وهو ما يجعلنا نلمس ضعف قدرتها على تأهيل كل تلك الفئات من التلاميذ، وإذا نظرنا إلى ما يحدث بين التعليم والعمل وبين المشاركة في المنطقة يمكننا القول إننا في أزمة تعلم”، مشيرا إلى أن الأرقام تتحدث عن وجود 15 مليون تلميذ في سن الدراسة خارج المدارس، ثلثهم من الأطفال السوريين واليمنيين.
وأكد أن المنطقة تشهد أعلى نسبة بطالة في العالم ثلثها من حاملي الشهادات الجامعية، إضافة إلى افتقار خريجي الجامعات للمهارات المطلوبة في سوق الشغل. ولفت إلى وجود أزمة ثالثة تكمن في قلة إشراك هذه الفئة في المجتمع نتيجة لتدني مستوى التعليم وعدم توفر الوظائف، داعيا إلى إيجاد نظام تعليمي متطور يتجاوز الأنظمة التقليدية ويسمح بتمكين الطلبة من خبرات ومهارات عملية متقدمة.
تجدر الإشارة إلى أن “مؤتمر الاستثمار في المستقبل”يُنتظم تحت عنوان “الشباب: تحديات الأزمات وفرص التنمية” بمشاركة أكثر من 3 آلاف شاب، ويقام بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، وقرى الأطفالSOS، تحت شعار، الشباب: تحدي الأزمات وفرص التنمية. ويجمع المؤتمر نخبة من المتحدثين والمشاركين ممثلي الحكومات والدوائر الرسمية ومنظمات المجتمع المدني الدولي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.