كشف موقع ”میدل إيست آي“ البريطاني، يوم امس الجمعة، أن السلطات التركیة تملك سجلا كاملا للمكالمات الھاتفیة الداخلیة والخارجیة التي تم إجراؤھا في القنصلیة السعودية في اسطنبول، وستنشر محتواھا واحدا تلو الآخر.
وقال الموقع إنه وفقا لمصدر تركي رفیع المستوى فإن أنقرة لديھا السجل الكامل للاتصالات التي أجرتھا القنصلیة باسطنبول خلال أسبوع مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وأضاف المصدر أن السلطات ستستخدم ھذه الاتصالات لتفنید رواية النیابة السعودية الأخیرة لحیثیات الجريمة. وأضاف أن ھذه التسجیلات أعطت تركیا صورة مفصلة عن مختلف الفرق التي أرسلتھا الرياض.
وقال المصدر إن محتويات ھذه الاتصالات ستوجه الأنظار إلى القیادة السعودية التي سعت إلى عزل نفسھا عن الفضیحة. ووفقاً للمصدر، فإن تركیا تنوي تسريب المعلومات التي تم جمعھا من الاتصالات إلى وسائل الإعلام، كما فعلت منذ مقتل خاشقجي بوحشیة على يد فريق الموت السعودي في 2 أكتوبر..
وبدأت الاتصالات المتعلقة بخاشقجي والتي التقطتھا المخابرات التركیة عندما جاء الكاتب والصحافي لأول مرة إلى قنصلیة بلاده في 28 سبتمبر في محاولة للحصول على الأوراق المطلوبة للزواج. وقال المصدر إن خطة قتل خاشقجي الذي طلب منه العودة الى القنصلیة بعد أربعة أيام بدأت تُرسم في اللحظة التي غادر فیھا المبنى. وأضاف ”نحن نعرف ما حدث في القنصلیة منذ أن دخلھا جمال يوم الجمعة الموافق 28 سبتمبر، ولغاية ثلاثة أيام بعد ارتكاب الجريمة في 2 أكتوبر“.
وأضاف ”نعرف متى وصلت الفرق، وما ناقشوه مع القنصل العام، وكیف أعدوا أنفسھم، وكیف تم تقسیمھم إلى مجموعات، وما ھي مھمة كل مجموعة“. وقال المصدر إن المحادثات الأساسیة تمت بین القنصل العام محمد العتیبي والملحق الأمني السعودي أحمد عبد الله المزيني. ونجا المزيني حتى الآن من الكثیر من الأضواء. ومن غیر المعروف إذا كان من بین الـ21 مشتبھا به المحتجزين في السعودية. لكن صحیفة ”الصباح“ التركیة المقربة من الحكومة وصفت مزيني بأنه ”العقل المدبر وراء المؤامرة“. واكتسبت مكالمات أجراھا شخص واحد ھو ماھر عبد العزيز مطرب يوم مقتل خاشقجي أھمیة خاصة إذ إنه قائد ”فرقة الموت“ التي أرسلت لقتل الصحافي، وقد أجرى 19 مكالمة إلى الرياض يوم 2 أكتوبر، أربع منھا كانت لسعود القحطاني مستشار ولي العھد السعودي محمد بن سلمان. وفقا لمصدر تركي رفیع المستوى، كان القحطاني يدير العملیة من مكتب ولي العھد.
وقال المصدر إن المدير العام للمخابرات أحمد العسیري أطلق العملیة لكنھا جرت بشكل كبیر تحت إشراف القحطاني.
وتجدر الإشارة ھنا إلى أنه تم إقالة كل من عسیري والقحطاني من منصبیھما، وھما متورطان في القضیة وفقا لرواية النیابة السعودية الأخیرة،الخمیس. لكن ما يحیر المصدر التركي ھو معرفة الاستخبارات الأمريكیة بمحادثة ھاتفیة بین مطرب والرياض، حیث ُ سمع قائد الفريق يقول ”أخبر رئیسك“ بأن المھمة نُفذت. ووفقا لتقديرات المخابرات الأمريكیة فإن المقصود ھو ولي العھد محمد بن سلمان، والمھمة ھي قتل خاشقجي.
وقال المصدر، المطلع على جمیع المعلومات التي تملكھا تركیا في قضیة خاشقجي، إن خبرة الاستخبارات الأمريكیة وتكنولوجیا التجسس قد سمحت لھا بالكشف عن المزيد من التسجیلات التي تمت مشاركتھا بین البلدين.
وأضاف أنه عندما زارت رئیسة وكالة المخابرات المركزية جینا ھاسبل تركیا في 23 أكتوبر لإجراء مشاورات حول قضیة خاشقجي، وصلت مع فريق مكون من 35 شخصا، كان من بینھم خبراء في فك رموز التسجیلات اللغوية، ولغويون، وخبراء في اللھجة السعودية، وخبراء في الصوت.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.