تحت عنوان “توضيح من عائلة الحميدي بخصوص التحامل الإعلامي على ابننا هاشم” نشر والده ابو السعود الحميدي النص التالي على جداره في الفايسبوك:
“يعلم الجميع أن ابننا هاشم حميدي تعلّقت به، منذ نهاية أوت 2018، قضية عدلية تم تصنيفها في خانة الفساد في علاقة بمواطن عراقي وبمجموعة من المسؤولين والمواطنين التونسيين، وانتهت المرحلة الأولى من التحقيقات إلى إيداعه بالسجن المدني بالمرناقية بتاريخ 10 اكتوبر2018. وسوف لن نخوض في ملابسات إيقافه التي أثارت عديد التساؤلات. فقط سوف نتناول الهجمة الهوجاء التي أقدمت عليها عديد وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والالكترونية ، والتي ظللنا نحسّ منذ يوم 31 أوت 2018، تاريخ إعفائه من مسؤوليته ككاتب دولة للمناجم أنها منسّقة وتندرج في إطار خطة مدبّرة.
واكتشفنا عند تصفّح ملف القضية في الاستنطاقات التي أجراها كل من وكيل الجمهورية وحاكم التحقيق أن أركان التهم الموجهة إليه دون أساس، واستنتجنا وقتها أن الهجمة الإعلامية كانت لتعويض هذا النقص و إحياء الأمل في كسب الرّأي العام لقضية يعلم مثيروها مسبّقا أنها لا يمكن أن تنال حماس الناس. ومنذ اليوم الأول اكتفى هاشم بتصريح مقتضب لوسائل الإعلام أكّد فيه أن القضية كيدية واستبشر بإحالتها إلى القضاء، معبّرا عن ثقته في أن مآلها تبرئته.
وأحجمنا جميعا عن أي تصريح إعلامي أو حتى الرد على ما يكتب هنا وهناك، خصوصا وانني أنا أبوالسعود الحميدي إعلامي مارست المهنة لعقود وأعد أصدقاء وزملاء خلّصا وعلى درجة عالية من المهنية من العاملين في مختلف وسائل الإعلام. انخفضت مع الأيام حمّى المزايدة إلى أن طالعتنا يوم 8 نوفمبر 2018 جريدة “الشروق” بمقال تمت الإشارة إليه في الصفحة الأولى يتحدّث عن تهم ( رشاو وابتزاز) كان القضاء قد تخلّى عنها مما جعلنا نعتقد أن الجهد الصحفي المبذول فيها ضئيل.
وفي يوم 22 نوفمبر2018 تم إعداد برنامج تلفزي في قناة “الحوار التونسي” يستوحي نفس المقال مستعرضا ذات التهم بأسلوب مسرحي سمج، ومكيلا النعوت والأوصاف السلبية للموقوف.
ويمكن التّأكيد أن المقال والحصة التلفزية المشار إليهما يتوافقان مع تطورين حاسمين في القضية هما استكمال الأبحاث لدى حاكم التحقيق واقتراب موعد نظر دائرة الاتهام في ملف القضية، في سعي مكشوف إلى التّأثير في سير القضاء عبر مباشرة ضغط كثيف عليه.
والغريب أن هيكل التعديل في القطاع السمعي البصري (الهايكا) لم يحرّك ساكنا، مثله في ذلك مثل الهياكل المؤطّرة للمهنة الإعلامية، وكذلك النيابة العمومية التي لم تلتفت إلى الموضوع أصلا.
ويمكن أن نؤكّد أن تعاملنا مع هذه المحنة، التي نتمنّى أن لا تدوم طويلا، قد جعلنا نقتنع بأمرين في غاية الأهمية. الأول: أن القضية وراءها ما وراءها، وأن هناك فارقا بين الجهات التي تسيّر وتوجّه والأشخاص الذين ينفّذون. بدليل أن عديد من كتبوا مقالات وتعليقات سلبية، في مفتتح الحملة، قد غيّروا مواقفهم. ولم نشأ أن نحرجهم يوما بسؤالنا عمن كلّفهم بما أتوه.
ورغم هذا التطوّر الإيجابي بقيت الآلة تشتغل مستعيضة عن هؤلاء بآخرين. ولا حول ولا قوة إلا بالله. الأمر الثاني يتمثّل في أن عديد المتابعين أرادوا أن يربطوا بين إثارة هذه القضية وصراعات سياسية في سطح الحياة العامة.
نحن لم نتجاوب مع هذا التفسير ولم نشأ أن نسنده بما قد يبدو لنا من وقائع وما نعيشه من أحداث، نأيا بأنفسنا عن هذه المتاهات التي لا ننخرط فيها وكان ابننا هاشم في مسيرته المهنية والسياسية أبعد الناس عنها”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.