تدرس بلدية اريانة مشروع قرار احداث مركز استقبال وانصات للنساء ضحايا العنف تابع لبلدية اريانة في اطار تقريب الخدمات للمتساكنين بمختلف توجهاتها الاجتماعية والاقتصادية والتربوية ضمن مقاربة جديدة يعمل المجلس البلدي باريانة على تفعيلها وفق ما افادت به عضو لجنة المراة والاسرة بالمجلس البلدي باريانة ورئيسة دائرة المنازه امنة الزهروني مراسلة /وات/.
واضافت على هامش ندوة فكرية نظمتها بلدية اريانة اليوم الجمعة بمنتزه بئر بلحسن حول موضوع “اريانة تتحرك ضد العنف المسلط على المراة” ان المجلس البلدي باريانة يزخر بالكفاءات والخبرات التي من شانها ان تعطي للعمل البلدي بعدا انسانيا واجتماعيا يلامس مشاغل مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية ومنها بالخصوص المراة والطفولة لتكون البلدية رافدا مهما للمواطن للحماية والرعاية والاحاطة الى جانب خدمات النظافة والتنوير وتهيئة الطرقات والارصفة التي توفرها ” حسب تعبيرها.
وقدمت استاذة القانون جنان ليمام قراءة لقانون مناهضة العنف ضد المراة من النواحي الاجرائية واليات تنفيذ ما ورد به مشيرة الى” انه قانون ثوري يحمي المراة من مختلف اشكال العنف المسلط عليها ويوفر عناصر الوقاية والحماية والاحاطة بالنساء ضحايا العنف بدون قيود مسبقة”.
واكدت ان “الدولة بمقتضى القانون الجديد ملزمة بحماية المراة واطفالها من العنف الذي يمكن ان يسلط عليهم من خلال توفير اليات الاحاطة والرعاية الاجتماعية والنفسية” وتساءلت في نفس السياق “هل تمكنت الدولة من الايفاء بتعهداتها في الوقاية والحماية ام لا ؟بعد مرور اكثر من عام على اصدار القانون بالرائد الرسمي”.
من جانبها قدمت استاذ الفقه الاسلامي منجية سويلحي محاضرة بعنوان “العنف ضد المراة :قراءة دينية” مبينة وجود “العديد من المغالطات الواردة في نصوص واحكام بعض فقهاء الدين والتي عززت ظاهرة العنف ضد المراة”وفق تعبيرها .
وقدمت انواع العنف المسلط على المراة من ذلك العنف الاسري (التاديب بالضرب) والعنف المجتمعي(المنع من الفضاء العام) والعنف السياسي(المنع من المشاركة في الشان العام) والعنف الجنسي مؤكدة ان “الموروث الثقافي الديني في تونس في حاجة للمراجعة ولابد من قراءة تاريخية لمفهوم “الضرب” مثلا كظاهرة لا يزال العديد من الايمة والفقهاء يعتمدونها لتاديب المراة وحملها على طاعة ولي امرها وهو ما يتعارض مع ماورد بالقران والسنة النبوية الشريفة ويتعارض ايضا مع المواثيق الدولية ومنظومة حقوق الانسان في شموليتها.
وكانت رئيسة مصلحة شؤون المراة والاسرة والطفولة وكبار السن بالمندوبية الجهوية باريانة انصاف العباسي قدمت مداخلة حول “اليات وزارة المراة والاسرة والطفولة وكبار السن في حماية النساء من العنف ” حيث اكدت ان نحو 47 بالمائة من النساء تعرضن مرة في حياتهن على الاقل الى شكل من اشكال العنف في الفضاء الخاص مشيرة الى وجود استراتيجية وطنية اعدتها الوزارة منذ سنة 2007 وتم تحيينها سنة 2012 لمقاومة كافة اشكال العنف ضد المراة وتوفير الحماية اللازمة لها والحد من الممارسات العنيفة ضدها ومكافحة كافة اشكال التمييز والعنف.
وقد تم بالمناسبة عرض شريط وثائقي قصير يحكي معاناة بعض النساء ضحايا العنف بمختلف اشكاله الى جانب استعراض حالات لنساء معنفات وشهادات لضحايا العنف الاسري.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.