انطلقت صباح اليوم الجمعة طائرة عسكرية من نوع سي-130 من القاعدة الجوية بالعوينة نحو باماكو (العاصمة المالية) في مهمة لحفظ السلام، وعلى متنها أفراد وحدة عسكرية تونسية للنقل الجوي للعمل بجمهورية مالي في أول مشاركة تونسية بوحدة جوية تحت راية الأمم المتحدة.
وأفاد، وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي، في كلمة ألقاها بمناسبة توديعه للبعثة الأممية التونسية لنشر وحفظ السلام بجمهورية مالي، أن تونس تشارك في هذه البعثة الأممية بطائرة من نوع سي-130 على متنها 75 فردا من بينهم طواقم الطائرة وعسكريين من مختلف الإختصاصات مشيرا إلى أن مهامها تتمثل في تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأممية في مجالات نقل الأفراد والعتاد والإخلاء الصحي وفق برامج إدارة عمليات حفظ السلام داخل جمهورية مالي وخارجها.
وأوضح أن ارسال هذه الوحدة، التي ينطلق عملها الفعلي في غرة شهر فيفري المقبل ويستمر لمدة سنة قابلة للتجديد، يأتي استجابة لطلب الأمم المتحدة لمساهمة المؤسسة العسكرية في منظومة حفظ السلام في جمهورية مالي وتنفيذا لالتزامات تونس بالمعاهدات التي صادقت عليها في إطار تفاعلها مع قضايا الأمن والسلم والتضامن في العالم.
وأبرز الوزير أهمية هذه البعثات في الرفع من القدرات العملياتية لأفراد الجيش التونسي عبر احتكاكهم ببعثات 13 دولة لحفظ السلام بجمهورية مالي وفي اعلاء الراية الوطنية في مجال حفظ السلام.
وأضاف في ذات السياق أن السنة الجارية ستشهد ارسال فيلق تدخل سريع قوامه 750 عسكري وسرية شرطة عسكرية قوامها 120 فردا لنشرهما بجمهورية مالي في إطار حفظ السلام فور اشعار الجهات التونسية من قبل الجانب الأممي بالآجال المحددة للانتشار.
ودعا الوزير أفراد البعثة إلى التحلي بالانضباط والالتزام بالمبادئ العسكرية والإنسانية وفق ما يقتضيه القانون الدولي الإنساني حاثا إياهم على ملازمة اليقظة والحذر في أداء مهامهم والتقيد بالتعليمات العسكرية حفاظا على أمنهم وسلامتهم.
وذكر الزبيدي بأن تونس تشارك حاليا بـ23 ضابطا بصفتهم ملاحظين ومستشارين ومراقبين عسكريين ضمن أربع بعثات لحفظ السلام بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية مالي.
وأشاد الزبيدي بالسمعة الجيدة التي يتحلى بها أفراد البعثات الأممية التونسية خاصة في مجالات تأمين عودة اللاجئين وحماية المخيمات وتأمين وقف اطلاق النار ومراقبة سير العمليات الانتخابية مستشهدا بأقوال وكيل الأمين العام لإدارة حفظ السلام جان بيار لاكروا الذي عبّر في فيفري 2018 عن امتنانه للخدمات والمساهمات التي قدمها حفظة السلام التونسيون كما اعتبر تونس شريكا ثابتا للمنظمة طيلة نصف قرن في حفظ السلام.
وقد شاركت الوحدات العسكرية التونسية في 23 مهمة لحفظ السلام في العالم بمجموع أكثر من 10 آلاف عسكري سواء تحت لواء الأمم المتحدة أو تحت لواء الإتحاد الإفريقي وفق ما ذكره وزير الدفاع الوطني مشيرا إلى أن أول بعثة يعود تاريخ ارسالها إلى سنة 1960 وكانت نحو دولة الكونغو رغم حداثة تكوين الجيش التونسي آنذاك.
و تضمن مهرجان توديع البعثة ،تسليم وزير الدفاع الوطني راية الوحدة لآمرها.”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.