أكد موقع استخباراتي فرنسي أن باريس، وبعد أن كانت تعارض بشدة ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة؛ عادت لمراجعة حسابتها؛ حيث وافقت رسمياً على سيناريو خلافة الرئيس الجزائري لنفسه بعد عدة محادثات بدأت على أعلى مستوى وبأقصى تقدير مع مبعوثين من الجزائر.
ونقلاً عن مصدر مقرب من الاليزيه، أوضح موقع “مغرب انتليجنس” (نسبة للمنطقة المغاربية وليس المغرب) maghreb-intelligence أن الرئاسة الفرنسية لم تجد بديلا آخر تراهن عليه، معتبرة أن خيار أحمد أويحيى الوزير الأول، ورئيس حزب السلطة الثاني (التجمع الوطني الديمقراطي) غير صالح، نظرا لكونه لا يحقق الإجماع داخل القيادة العليا للجيش الجزائري.
وأضاف المصدر أنه يمكن لوصول أويحيي أن يثير انقلابا عسكريا، كما توضح مذكرة من الاستخبارات الفرنسية موجهة إلى الإليزيه. وعليه يقول المصدر: “شروط الانتقال السلمي بقيادة أحمد أويحيى دون وقوع أضرار لم تتحقق بعد في الجزائر”.
وتابع موقع “مغرب انتليجنس” التوضيح أن السفير الفرنسي لدى الجزائر غزافييه دريانكورت، ضاعف الاجتماعات مع بداية العام الجديد، بهدف الحسم في خيار العهدة الخامسة لبوتفليقة؛ حيث أوصى في ملاحظاته المرسلة إلى قصر الإليزيه بدعم هذا التوجه على أمل ظهور منافس مناسب. على الأقل، في انتظار الوقت اللازم لإعداد عملية انتقال حقيقي لحل أزمة خلافة بوتفليقة.
لكن قصر الإليزيه ( الرئاسة الفرنسية) شدد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات، إذ يخشى الدبلوماسيون الفرنسيون من فرضية الموت المفاجئ لعبد العزيز بوتفليقة أو أي تدهور آخر في حالته الصحية.
وكخطوة احترازية، أكد “مغرب انتليجنس” نقلاً عن مصدره المقرب من الاليزيه؛ أن موريس غوردو مونتاني، الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية، اقترح على الرئيس إيمانويل ماكرون الضغط على محاوريه الجزائريين من أجل تعيين، وبأسرع وقت، نائب للرئيس، يكون مستعداً لمواجهة الفراغ السياسي الذي قد يهدد استقرار الجزائر.
و لطمأنة باريس، فقد تم اعتماد هذا الخيار من قبل محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي وعد في هذا السياق بتعديل الدستور في إعلان ترشحه .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.