قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في تصريح إعلامي على هامش زيارة أداها صباح اليوم الأحد إلى مدينة مدنين وجولة قام بها في أسواق المدينة، “إن النهضة ليست في حاجة إلى حملة انتخابية في الجنوب، فهذه المنطقة ظلت باستمرار نهضاوية، منذ انتخابات سنة 1989 ولها ميل واضح نحو الإتجاه الإسلامي والنهضة” وذلك في سياق ردّه على من اعتبروا زيارته بين تطاوين ومدنين وبن قردان، “حملة انتخابية سابقة لأوانها”.
وأضاف الغنوشي أن جولته تأتي في سياق “الزيارات التفقدية والإشراف على المؤتمرات المحلية لتجديد الهياكل القاعدية للنهضة باعتبارها حزبا ديمقراطيا بل هي أكثر الأحزاب ديمقراطية في تونس”، من وجهة نظره.
ولاحظ أن “الوضع في تونس هو الأفضل في العالم العربي الذي تشتعل فيه النيران، بداية من دول الجوار ووصولا إلى سوريا والعراق”، مبيّنا أن ما تعيشه البلاد من اختلافات، ستجد طريقها إلى الحل، بالوسائل السلمية وفي ذلك يكمن الإستثناء التونسي الذي يشهد حالة ديمقراطية فريدة من نوعها في المنطقة العربية”.
واعتبر رئيس حركة النهضة أن “الإنتخابات المقبلة ستحسم الخلاف في تونس، لذلك برزت محاولات لقطع الطريق أمام الممارسة الديمقراطية وعدم الوصول إلى مرفإ الإنتخابات، بعمليات إرهابية أو تفجير بعض القضايا والتشويش والمراهنة على المصائب، خاصة وأن تلك الأطراف تفتقد الثقة في نفسها وفي الشعب”، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي ترجّح كفة حزبه في الإنتخابات.
كما اعتبر أن تلك الأطراف “تسعى إلى جعل المعركة ليست سياسية وإنما قضائية أو أمنية، فيما أن المعركة سياسية بالأساس ولن تُحلّ سوى أمام صناديق الإقتراع والإنتخابات التي ستخوضها البلاد”، قائلا إن “هذه المحاولات العابثة لن تغيّر في مسار الشعب التونسي التي تبقى إرادته واضحة وهي المضي نحو الإنتخابات وهذا ما عبّر عنه رئيس الدولة وكذلك البرلمان بعد استكمال انتخاب الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات وبالتالي فإن رئيس الجمهورية سيدعو الناخبين إلى التصويت. وأعلن أن النهضة ستشارك إما بمرشح منها أو بشخصية توافقية ستدعمها الحركة.
وقال إن النهضة “تقدّم كل التنازلات وكل ما من شأنه أن يساعد تونس على استكمال ديمقراطيتها وانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية وتأكيد دولة القانون، باعتبار هذه العوامل مجتمعة تشكل منطلقا لحل كل المشاكل”، مشددا على أن “تونس في حاجة اليوم إلى التوافق، لأنه لا وجود لحزب قادر على أن يحكم بمفرده، سواء النهضة أو غيرها من الأحزاب”. وأضاف في هذا الصدد أن حركته “تبحث عن أوسع التحالفات ولا مشكل لديها في التحالف مع حركة نداء تونس أو تحيا تونس أو أي طرف سياسي مُعترف به”، مؤكدا أن النهضة “مستعدة وراغبة في التعاون مع الجميع وترى من مصلحة التوافق أن يبقى نداء تونس حليفا لها كما كان”.
وعن القمة العربية التي ستحتضنها تونس أوخر شهر مارس الحالي وإقصاء سوريا من المشاركة فيها، أوضح راشد الغنوشي أن حركته ضد إقصاء أي طرف، قائلا: “لسنا من أقصى سوريا وإنما الجامعة العربية وإذا ما قررت هذه المنظمة أن تُعيد سوريا إلى الصف العربي فهذا قرارها ولا مشكل لنا في ذلك”.
(وات)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.