أكد الخبير في الشؤون الليبية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، زياد عقل، أن القراءة المتأنية لتحركات الجيش الليبي نحو طرابلس، تبرز مشاهد ثلاثة.
وقال عقل في حوار خاص مع “RT” إن هناك قوة عسكرية منظمة وعلى أعلى قدر من الجاهزية والتنسيق والرؤيا الواضحة لهدفها الاستراتيجي وقادرة على تحقيق هذا الهدف، ونعني بها الجيش الليبي الذي استطاع التمدد جنوبا ونجح في فرض سيطرته والآن يتجه غربا بنفس الرؤية والاستراتيجية، وربما يلقى بعض العراقيل هنا أو هناك، لكنه سيحسم المعركة حتما.
وأضاف أن مقابل ذلك هناك قوى مفككة متصارعة لا تخضع لأي رؤية، وهي المليشيات الموجودة في مدن الغرب، وهزيمتها مؤكدة لا ريب فيها، لكنها سوف تتحول لما يشبه السيناريو المصري في سيناء، أي تحاول شن عمليات عسكرية بين حين وآخر بقصد إرباك وإرهاق الجيش الليبي.
وأوضح أن المشهد الآخر الذي لا يمكن إغفاله هو أن أحداث الجزائر كان لها دور بارز في قرار القيادة العسكرية الليبية بالتحرك غربا، فالجزائر كانت تحاول ملء الفراغ في المنطقة الغربية، لكن انكفاء الجزائريين على مشاكلهم الداخلية عجل بقرار التدخل العسكري للجيش الليبي للسيطرة على مدن الغرب التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى.
ورأى في تحركات الجيش والنجاحات المتوالية بمثابة إعلان وفاة لما يسمى بالمشروع الإسلامي الذي تبنته قطر وتركيا في المغرب العربي، بحسب الخبير في الشؤون الليبية.
وأشار الخبير إلى أن مصر مرشحة بقوة لملء هذا الفراغ، وهو أمر أشار إليه الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي في مؤتمر القمة العربية الأخير عندما أشار لهذا الملف وأهمية الوجود المصري القوي فيه.
وختم الخبير بالقول: “لكن وبرغم كل تلك المعطيات على الأرض، التي تؤكد قوة العوامل، والتي تتيح للجيش الليبي السيطرة، أعتقد أن الأمر لن يكون سهلا وسوف تكون هناك عراقيل ودعم خارجي للمليشيات يطيل أمد الصراع على الأرض”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.